السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أردوغاز.. زمن حفّاري القبور

من بين أكثر المهن المحتقرة والمرذولة في الغرب ، تأتي مهنة حفاري القبور ، أولئك الذين ينفرون ولا يبشرون، ويعسرون ولا ييسرون.

هل بات أردوغاز أحد هؤلاء المرذولين إقليمياً وعالمياً؟

يلاحظ القارئ أن هناك تحويراً ما في اسم السلطان المحتل والمختل، إنه ليس أردوغان، بل أردوغاز ، وهذه قصة أخرى سنأتي إليها في إطار فضح الأعمال الظلامية لأنقرة في زمن الرئيس التركي الحالي.


أردوغاز، هو الباحث من غير حق عن الغاز في المتوسط، ولهذا يحرك أساطيله، في غفلة تارة، أو تماهٍ تارة أخرى، وربما اتفاقات بينية غير معلنة ثالثاً، من جهة ليبيا، بحجة باطلة شكلاً وموضوعاً، وهي البحث عن الجذور التركية في الجماهيرية الليبية.


لماذا لم يتذكر أردوغاز تلك العلاقة طوال 40 سنة ونيف من حكم القذافي، والآن يتحرش بدول المنطقة من أجل غاز المتوسط، وليذهب الليبيون ما شاء لهم أن يذهبوا .

قبل بضعة أيام كان اللواء المسماري المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي يتحدث عما جرى لعوائد النفط الليبي طوال السنوات القليلة المنصرمة التي احتل فيها الوفاق وعصابته السلطة في الغرب، وقد أشار إلى أن كل دولار دخل الخزينة الليبية نهب التركي المحتل أضعافه وتم تحويله إلى أنقرة مباشرة.

بعض الأرقام الصادرة عن مؤسسات مالية دولية تؤكد أن الفارق بين إيرادات ليبيا الحقيقية من النفط والغاز ، وما دخل خزانة الدولة تجاوز 150 مليار دولار، استولى عليها المتبجحون والمتحججون بالدفاع عن حقوق الإنسان الليبي.

أفرغ الآغا خزانة تركيا بالإنفاق على الإرهاب والإرهابيين، في سوريا واليمن، واستطاع أن يعمق الشرخ في الجدار المجتمعي السوري، وها هو يفعل ذلك من جديد في العراق، أما اليمن فيسعى لبسط هيمنة وسيطرة مماثلة للمشروع الإيراني هناك.

من هنا كان لا بد من البحث عن بديل للخزينة الفارغة، من خلال مشروع إمبريالي في المتوسط على الساحل الليبي، والذي سيشهد غالباً تحطم أحلام أردوغاز.

أردوغاز حفار من حفاري قبور الكراهية، وما مضى فيه قبل نحو يومين، لجهة متحف آيا صوفيا والذي كان بدا ككاتدرائية، لمدة 9 قرون، ثم مسجد لخمسة قرون، ومتحف لقرن واحد، يؤكد أن له دوراً مرسوماً بعناية في إطار صدام الحضارات، فلا طائل من المشهد سوى تعميق الكراهيات وتجذير الخلافات بين الشرق والغرب، وبين الأجيال المتعاقبة، وفتح جروح قديمة، خيل للناظر أن الزمن قد عفا عليها.

عانى العالم لمدة عقدين من الزمن، وتحديداً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من موجة كراهية عاتية، وبذلت جهود كبيرة وصادقة من أجل إنقاذ العالم من بين براثن الحقد والماضي المؤلم.

نجحت الإمارات العربية المتحدة في فبراير 2019 في أن تجمع العالم الشرقي والغربي، مسلمين ومسيحيين ويهوداً، في وثيقة تمثل الأخوة الإنسانية، وتقفز بالبشرية قفزة تسامحية تصالحية، وبالفعل بدأت تجلياتها تظهر في الأفق.

والآن يجيء الرجل الذي أشارت إليه الميثولوجيات اليونانية القديمة بوصفه بـ«ميثاتن تروب» أو عدو البشر ، ليحاول شق أبناء إبراهيم، وحفر قبر جديد لجهود الوئام.

المطلوب الآن أعلى درجة من درجات الوعي المجتمعي لمواجهة أردوغاز ومشروعاته التي تحمل سموماً مادية وأدبية، كي لا يقع العالم في حفرة غالباً ستكون نهاية صانعها.