الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

التَّحولات الفكريَّة في السعودية

نشر «رامي عليق» كتاباً تحت عنوان «طريق النحل ـ جمهورية رامي عليق»، دوَّن فيه تجربته الشخصية الجريئة مع حزب الله، حيث كان مسؤولاً في شعب التعبئة الحزبية، أي في حزب شعبة تجنيد الشباب ورعايتهم وتوجيههم.

احتوى الكتاب على بوح تفصيلي يبدو أنه كان حملاً ثقيلاً على عليق، فتحدث في البداية عن بحثه الدائم عن ذاته، وتنقلاته الفكرية ومواجهته لأسرته وإدارة مدرسته، أو بين الأحزاب المنافسة في لبنان.

نقل عليق الضاحية الجنوبية معه إلى الجامعة الأمريكية، تجرأ على المقامات الكبيرة، وتطلَّع إلى ثورة على مقاسه، وأتقن اللعبة ليكون خارجها فيما بعد، خطا الخطوة التي ليست بالنسبة لسواه إلا فترة في المكان الخطر.


عاش عليق تجربة التغير والإتلاف منذ كان في عمر الـ13، ولا عجب من ذلك فهناك تجارب عدة مر بها الشباب في الوطن العربي، وفي السعودية تحديداً حدثت العديد من التحولات الفكرية والفلسفية والدينية، لعدد كبير من الذين بات لهم شأن وقيمة رفيعة في الدولة، عاشوا في البدء مرحلة التخبط كتلك التي عاشها عليق، وفي نهاية الأمر تمردوا على أفكارهم واختاروا الطريق الأصح، ليصلوا إلى الأمان بعد معارك ساخنة بين أفكارهم وتوجهات الدولة.


ولكن ما يحدث حالياً في «تويتر» من قبل المغردين السعوديين، أمر يفوق القدرة على التصديق، معظم الذين يستخدمون البرنامج يتضح لك أنهم لم يقرؤوا يوماً كتباً عن الثورات والفلسفة الأخلاقية أو كتباً تتحدث عن التوراة والمسيحية، أو حتى الكتب المثيرة للجدل.. أنهم لا يريدون أن يفهموا ما آل إليه البعض، لأنهم يرفضون التحولات بكل أشكالها.. أشعر بالقلق عليهم.