السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الشارع العربي.. وتركيا أردوغان

اعتبر«إبراهيم كالن» المتحدث باسم الرئاسة التركية في مقابلته مع وكالة الأناضول أن دول الخليج تستخدم منهج (الدعاية السوداء) ضد بلاده، ويعتقد المتحدث باسم الرئاسة التركية أن هذه الدعاية لا تحظى بدعم الشارع العربي، كما يعتقد أيضاً أن هذا النهج يبعد تلك الشعوب عن قياداتها، ويبدو بوضوح أن تركيا أصبحت تعاني فعليّاً من نتائج سياساتها الخارجية والداخلية، وهي تلمس فشل تلك السياسات بوضوح من خلال موقف الشعوب العربية جميعاً دون استثناء، وخاصة أنها ارتبطت بفكرة الاستعمار والتدخل في شؤون الدول العربية.

دعم الفكر الإخواني والعثمانية الجديدة، هي فعلاً من بين القضايا التي تشكل لب السياسة التركية منذ وصول الرئيس أردوغان إلى الحكم في أنقرة، ولذلك أي نفي لهذه الفكرة إعلامياً وسياسياً لا يمكن أن يجد له من يؤيده، لأن كل الحقائق عكس ذلك، فكل التجارب التي عاشتها الشعوب العربية والخليجية مع هذه السياسات التركية ترسخ مفهوم (دعم الإخوان، والعثمانية الجديدة)، والأدلة هنا كثيرة ولا يمكن تجاوزها.

ماذا يمكن أن نسمي دعم أنقرة للإخوان واحتواءها لرموزهم وفتح المطارات أمامهم في أنقرة وإسطنبول؟ حيث كانت تركيا ولا تزال قبلة لكل فئاتهم، وسمحت لهم بإقامة المؤتمرات والجلسات ومناقشة مخططاتهم، كما فتحت البنوك لمدخرات أعضاء الجماعة ومناصريها، هذا بالإضافة الى تحركات تركيا في المنطقة بعد ما يسمى الربيع العربي، وخاصة عندما استولت جماعة الإخوان على الحكم في دولة عربية مهمة هي مصر.


من ناحية أخرى ماذا نسمى تدخل تركيا أردوغان في العراق وسوريا وليبيا وقطر، وغيرها من الدول العربية؟ أليست العثمانية الجديدة التي يتبناها الرئيس أردوغان هي الدافع خلف هذه الخطوات السياسية؟ وهي تفهم على أنها مسار استعماري يرغب في عسف التاريخ لصالح فكرة (عثمانية) لا توجد سوى في سياسات أردوغان.


لا شك أن الشعوب العربية والخليجية تتمتع بكثير من الوعي، وخاصة فيما يخطط له أردوغان، لهذا لا يمكن تمرير المخططات التركية بكل بساطة ويسر، حيث لا يزال تاريخ العثمانية كما عاشه العالم العربي مشبعاً بالألم من النهج الاستعماري الذي رسمته تركيا العثمانية لقرون طويلة في هذه الأرض العربية الحرة.

إن تصريحات متحدث الرئاسة التركية لا يمكن تفسيرها سوى في سياق بداية الفشل لمخططات أردوغان في المنطقة، ولن تسمح الشعوب العربية بأن تلدغ من جحر مرتين، وهذه أوضح رسالة لتركيا أردوغان.