أخذت الانتخابات الأمريكية حيِّزًا واسعاً من اهتمامات العرب، ولا يبدو الأمر خارج نطاق المنطق السياسي، بالنظر لمكانة أمريكا في العالم وتأثيرها على مجريات التحول في الكوكب الذي نعيش فيه، إلاّ أن الأمر الذي يبدو غير عقلاني، هو تهافت بعض القوى والجماعات السياسية والدينية، التي تستمد شروط بقائها من مزاعم معاداتها لأمريكا، لتلقي بالرهانات الجزافية على أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستكون ربيعا لها وخريفا لأعداء تلك الجماعات.ومن واقع تجربة شخصية في متابعة الانتخابات الأمريكية لسنوات طويلة، دائما ما تأتي سياسات إداراتها المتعاقبة على خلاف ما كان متوقعا، وبعكس ما كان يتم تداوله من تصريحات أثناء الحملات الانتخابية، ويبدو كثير منها متطرفا وخصوصا ما يتعلق بالسياسة الخارجية للمرشحين الأمريكيين.على سبيل المثال، كانت تصريحات ترامب قبل وبعد فوزه بالانتخابات الأمريكية الأكثر استفزازا وعنفا تجاه العرب، لكن سياسات إدارته في مجملها أتت لصالح القضايا العربية من باب تشددها تجاه النشاط الإيراني في المنطقة.ومن قراءة أولية لتشكيلة إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بادين، يبدو أن هذه الإدارة تتكون من مزيج غريب وغير مفهوم حتى الآن من الشخصيات، التي يجمعها في الغالب الالتزام الأمريكي التقليدي بأمن إسرائيل، ودعمها للحقوق والحريات العامة، وهي العباءة المفضلة التي باتت الجماعات الراديكالية المتشددة في الشرق الأوسط تختبئ خلفها لتحقيق بعض المكاسب في إطار سعيها الدائم لتفكيك الدول والأنظمة.وإضافة إلى ما سبق يبدو من خلال قراءة السير الذاتية لبعض أركان إدارة الرئيس بايدن، أن السياسة الأمريكية تجاه إيران لن تشهد تغيرا كبيرا، بل إن هذا الموقف قد يسحب نفسه على تركيا المجاورة، التي لا يبدو بايدن وبعض أهم رموز إدارته الجديدة معجبون بسياساتها الداخلية والإقليمية.وإضافة إلى الموقف الأمريكي التقليدي من روسيا والصين، لا تشير المعطيات الأولية إلى أن واشنطن على استعداد لخسارة حلفائها التقليديين في المنطقة، في سياق السيناريو المحتمل لصدامها الذي يبدو أنه سيبدأ أسرع مما هو متوقع مع بعض الدول، التي تراهن على ما تظنه رخاوة ديمقراطية في أعقاب تصلب جمهوري في البيت الأبيض.وفي المحصلة، السياسة الأمريكية كانت وستظل مرهونة بلغة المصالح، مع مستوى من الخطاب البراغماتي الذي يرتفع ويهبط تجاه الدول والأنظمة وفقا لقوتها وتماسكها، وتلك هي المعادلة الأمريكية الثابتة طوال عقود.
الإخوان في خيمة القذافي.. ما الجديد؟
14 يوليو 2020
18:36 م
أبدى كثير من المعلقين العرب دهشتهم من تسريبات بعض ما جري في خيمة الرئيس الراحل معمر القذافي، حول عدد من أبناء الكويت المنخرطين في جماعة الإخوان، والغريب أنه من بين المندهشين مصريين، مع أنهم أخبروا الإخوان جيداً، حيث كشفت التسريبات عن سعي إخوان الكويت لدى القذافي للتآمر على الكويت بإحداث الفوضي فيها، وهزّ نظام الحكم هناك، والسؤال: ما الجديد في ذلك؟
لقد كان تآمر الخيمة سرّاً، لكن هناك تآمر علني، جرى ذلك حين اجتاح صدام حسين الكويت في أغسطس 1990، فقد أيَّد الإخوان صدام في تلك الجريمة، وأصدروا عدة بيانات عبَّرت عن موقفهم، بل طالبوا صدام أن يعبر الكويت، ويواصل اجتياح الجزيرة العربية كلها، وعقدوا عدة ندوات في القاهرة لهذا الغرض وأصدروا كتيبات بهذا المعني.
الطريف أنهم، قبل ذلك، حين دخل صدام حسين الحرب مع إيران، وقفوا ضده وناصروا الخميني، وكان رأيهم أن صدام يحارب الإسلام والمسلمين، وأنه يمثل القومية العربية (العلمانية)، وأصدروا بعض الكتب التي تتنبأ للجيش الإيراني بالانتصار، لأنه يحارب عن عقيدة، وفيما بعد ساندوا التوجه الأمريكي في الإطاحة بصدام سنة 2003، وهم أيضاً لعبوا دوراً كبيراً في إسقاط القذافي، مع أنهم اجتمعوا به في خيمته قبل ذلك..
وقد يستدرك البعض، ليسأل: ما شأن إخوان الكويت بذلك كله؟ الحق أن الإخوان جماعة أممية، تقوم علي السمع والطاعة في المنشط والمكره للمرشد، وهي أيضاً جماعة لها تنظيم دولي يدير أمورها، أي أن ما جرى في خيمة القذافي كان معتمداً من قيادة التنظيم، التي ربما تكون هي نفسها من رتَّبت هذا اللقاء.
من يعرف تاريخ الجماعة جيداً، لا تُقدم له التسريبات أي جديد.. فهم يتآمرون طوال الوقت لحسابهم أو لحساب غيرهم، لقد أبدوا خضوعهم التام للملك فاروق الأول ثم خططوا لاغتياله، وتحالفوا مع عبدالناصر ثم حاولوا اغتياله، والواضح أن المحاولة كانت لحساب بريطانيا وإسرائيل، مع أن علاقته بهم لم تكن قد وصلت إلى طريق مسدود، إنما كانت مجرد خلافات عادية جداً في الحياة السياسية.
الإخوان يتآمرون طوال الوقت علناً وسراً، وإن لم يجدوا من يتآمرون عليه، تآمروا ضد بعضهم البعض، فمثلاً، عبدالرحمن السندي قائد التنظيم الخاص بالجماعة قام بتصفية سيد فايز خلفه في التنظيم، وتآمرت مجموعة حسن الهضيبي ومجموعة الغزالي كل منها ضد الأخرى.
كتاب التآمر داخل الإخوان مفتوح ضد الجميع إلى اليوم، إلاَّ من يدفع وينصاع لهم.. إنهم يتآمرون لحسابهم ولحساب من يدفع لهم، فلا تندهشوا من أيِّ تسريبات.
لقد كان تآمر الخيمة سرّاً، لكن هناك تآمر علني، جرى ذلك حين اجتاح صدام حسين الكويت في أغسطس 1990، فقد أيَّد الإخوان صدام في تلك الجريمة، وأصدروا عدة بيانات عبَّرت عن موقفهم، بل طالبوا صدام أن يعبر الكويت، ويواصل اجتياح الجزيرة العربية كلها، وعقدوا عدة ندوات في القاهرة لهذا الغرض وأصدروا كتيبات بهذا المعني.
الطريف أنهم، قبل ذلك، حين دخل صدام حسين الحرب مع إيران، وقفوا ضده وناصروا الخميني، وكان رأيهم أن صدام يحارب الإسلام والمسلمين، وأنه يمثل القومية العربية (العلمانية)، وأصدروا بعض الكتب التي تتنبأ للجيش الإيراني بالانتصار، لأنه يحارب عن عقيدة، وفيما بعد ساندوا التوجه الأمريكي في الإطاحة بصدام سنة 2003، وهم أيضاً لعبوا دوراً كبيراً في إسقاط القذافي، مع أنهم اجتمعوا به في خيمته قبل ذلك..
د. نصر محمد عارف
منذ 21 ساعات
د. أسامة أحمد المصطفى
منذ 21 ساعات
وقد يستدرك البعض، ليسأل: ما شأن إخوان الكويت بذلك كله؟ الحق أن الإخوان جماعة أممية، تقوم علي السمع والطاعة في المنشط والمكره للمرشد، وهي أيضاً جماعة لها تنظيم دولي يدير أمورها، أي أن ما جرى في خيمة القذافي كان معتمداً من قيادة التنظيم، التي ربما تكون هي نفسها من رتَّبت هذا اللقاء.
من يعرف تاريخ الجماعة جيداً، لا تُقدم له التسريبات أي جديد.. فهم يتآمرون طوال الوقت لحسابهم أو لحساب غيرهم، لقد أبدوا خضوعهم التام للملك فاروق الأول ثم خططوا لاغتياله، وتحالفوا مع عبدالناصر ثم حاولوا اغتياله، والواضح أن المحاولة كانت لحساب بريطانيا وإسرائيل، مع أن علاقته بهم لم تكن قد وصلت إلى طريق مسدود، إنما كانت مجرد خلافات عادية جداً في الحياة السياسية.
الإخوان يتآمرون طوال الوقت علناً وسراً، وإن لم يجدوا من يتآمرون عليه، تآمروا ضد بعضهم البعض، فمثلاً، عبدالرحمن السندي قائد التنظيم الخاص بالجماعة قام بتصفية سيد فايز خلفه في التنظيم، وتآمرت مجموعة حسن الهضيبي ومجموعة الغزالي كل منها ضد الأخرى.
كتاب التآمر داخل الإخوان مفتوح ضد الجميع إلى اليوم، إلاَّ من يدفع وينصاع لهم.. إنهم يتآمرون لحسابهم ولحساب من يدفع لهم، فلا تندهشوا من أيِّ تسريبات.
الأخبار ذات الصلة
صالح البيضاني
منذ 21 ساعات
خليفة جمعة الرميثي
منذ 21 ساعات
د. محمد عبد الستار
منذ 23 ساعات
لبنى الهاشمي
منذ 23 ساعات
عمر عليمات
منذ يوم
نجوى الزرعوني
منذ يومين
بشار جرار
منذ يومين
فينيامين بوبوف
منذ يومين
خالد الروسان
منذ يومين
حسين الشيخ
منذ يومين
أحمد المسلماني
24 يناير 2021