الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الإخوان في خيمة القذافي.. ما الجديد؟

أبدى كثير من المعلقين العرب دهشتهم من تسريبات بعض ما جري في خيمة الرئيس الراحل معمر القذافي، حول عدد من أبناء الكويت المنخرطين في جماعة الإخوان، والغريب أنه من بين المندهشين مصريين، مع أنهم أخبروا الإخوان جيداً، حيث كشفت التسريبات عن سعي إخوان الكويت لدى القذافي للتآمر على الكويت بإحداث الفوضي فيها، وهزّ نظام الحكم هناك، والسؤال: ما الجديد في ذلك؟

لقد كان تآمر الخيمة سرّاً، لكن هناك تآمر علني، جرى ذلك حين اجتاح صدام حسين الكويت في أغسطس 1990، فقد أيَّد الإخوان صدام في تلك الجريمة، وأصدروا عدة بيانات عبَّرت عن موقفهم، بل طالبوا صدام أن يعبر الكويت، ويواصل اجتياح الجزيرة العربية كلها، وعقدوا عدة ندوات في القاهرة لهذا الغرض وأصدروا كتيبات بهذا المعني.

الطريف أنهم، قبل ذلك، حين دخل صدام حسين الحرب مع إيران، وقفوا ضده وناصروا الخميني، وكان رأيهم أن صدام يحارب الإسلام والمسلمين، وأنه يمثل القومية العربية (العلمانية)، وأصدروا بعض الكتب التي تتنبأ للجيش الإيراني بالانتصار، لأنه يحارب عن عقيدة، وفيما بعد ساندوا التوجه الأمريكي في الإطاحة بصدام سنة 2003، وهم أيضاً لعبوا دوراً كبيراً في إسقاط القذافي، مع أنهم اجتمعوا به في خيمته قبل ذلك..


وقد يستدرك البعض، ليسأل: ما شأن إخوان الكويت بذلك كله؟ الحق أن الإخوان جماعة أممية، تقوم علي السمع والطاعة في المنشط والمكره للمرشد، وهي أيضاً جماعة لها تنظيم دولي يدير أمورها، أي أن ما جرى في خيمة القذافي كان معتمداً من قيادة التنظيم، التي ربما تكون هي نفسها من رتَّبت هذا اللقاء.


من يعرف تاريخ الجماعة جيداً، لا تُقدم له التسريبات أي جديد.. فهم يتآمرون طوال الوقت لحسابهم أو لحساب غيرهم، لقد أبدوا خضوعهم التام للملك فاروق الأول ثم خططوا لاغتياله، وتحالفوا مع عبدالناصر ثم حاولوا اغتياله، والواضح أن المحاولة كانت لحساب بريطانيا وإسرائيل، مع أن علاقته بهم لم تكن قد وصلت إلى طريق مسدود، إنما كانت مجرد خلافات عادية جداً في الحياة السياسية.

الإخوان يتآمرون طوال الوقت علناً وسراً، وإن لم يجدوا من يتآمرون عليه، تآمروا ضد بعضهم البعض، فمثلاً، عبدالرحمن السندي قائد التنظيم الخاص بالجماعة قام بتصفية سيد فايز خلفه في التنظيم، وتآمرت مجموعة حسن الهضيبي ومجموعة الغزالي كل منها ضد الأخرى.

كتاب التآمر داخل الإخوان مفتوح ضد الجميع إلى اليوم، إلاَّ من يدفع وينصاع لهم.. إنهم يتآمرون لحسابهم ولحساب من يدفع لهم، فلا تندهشوا من أيِّ تسريبات.