الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

نرجو عدم الإزعاج

بعد ظهور نتائج الثانوية العامة، وجدنا أغلب المتفوقين ليسوا من المدارس الأجنبية ذات الاسم الدولي، والفواتير التي تكسر الظهر، ولا معلموها من خريجي أكسفورد فرع (نيودلهي)، وإنما كانوا من (ثانوية التكنولوجيا التطبيقية) الحكومية.. هذا المعهد الذي يهدف لتخريج كوادر وطنية من علماء ومهندسين وفنيين وممرضين بناء على متطلبات الشركات والمصانع والمستشفيات، وقد استوعب وفهم متطلبات سوق العمل منذ 15 سنة، في الوقت الذي لا تزال بعض جامعاتنا تدرّس تخصصات لن يكون لخرِّيجيها وظائف بعد عدة سنوات.

كما يقدم هذا المعهد الحكومي تعليماً فنياً ومهنياً باللغة الإنجليزية لمراحل التعليم الثانوي والتعليم العالي، ويتألف من 20 فرعاً (14 مدرسة، و4 كليات لكلية فاطمة للعلوم التطبيقية، وكليتان لأبوظبي بوليتكنك)، وأفرعه متواجدة، في كافة إمارات الدولة.

غير أننا نخشى على إنجازاته من بعض المتسلقين، الذين سوف يسعون للاستفادة من إنجازاته (لصالحهم)، وخير دليل على ذلك بعض الأكاديميات التقنية، نجح في سنواته الأولى في تحقيق الأهداف المرجوه منه، ولكن (ركب على إدارتها من لا يفقه ولا ينظر للمستقبل، فاستغل النجاحات السابقة لتحقيق مآربه الخاصة، وأصبحت مخرجات هذه المؤسسات ليس بالمستوى السابق، لذلك نأمل أن يستمر مشروع التعليم المهني التقني بدون تدخلات أو تأثيرات خارجية، ويكفي ما حصل في التعليم العام من تجارب (فأرية).


الوظائف الحكومية المستقبلية لن تحتاج إلى (مكتب ومدواخ وولاَّعة)، ولكنها تحتاج إلى خريج تقني وفني يحمي الوطن بمعدات عسكرية تدار إلكترونيّاً، ومراكز أبحاث طبية تنتج أدوية مقاومة للأوبئة والفيروسات، ومستشفيات تدار بالذكاء الصناعي، ومسبار أمل كالذي سينطلق ويسجل إنجازاً جديداً لدولتنا وسوف يأتي بعده مسبار ثانٍ ومحطات ومدن فضائية لإدارة مستقبل البشرية، وهذا يتطلب تعليماً تقنياً وتكنولوجياً ذكياً وليس شراء (واجبات وبروجيكتات جاهزة) من بعض المكتبات.


كم أتمنّى أن يتوقف تحويل المدارس الحكومية إلى مدارس خاصة بأسماء رنانة (ولا قيمة لها)، وإعطاء الفرصة للمعهد التكنولوجي في توسيع تجربته ونقلها إلى المدارس الحكومية، التي تحتاج إلى (مساعدة صديق)، والمفارقة أن كبير أمناء هذا المعهد هو نفسه وزير التعليم (تخيلوا؟)، معناها أن الرجل حينما توافرت له البيئة المناسبة نجح مع فريق عمله، ولكن الوزارة فيها أمور (الله يعينه عليها)، فالبعض يرى التعليم التقني مجرد (مدرسة ومعلمين)، ولكن القائمين على معهد التكنولوجيا التطبيقية يرونه مستقبل وطن.