الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

للعالم أخباره السيّئة.. وللعرب خبرهم الإيجابي

من بين سيل الأخبار السيئة، التي تتدفق عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة، وتنذر بظهور أنواع جديدة من الفيروسات أوعودة بعض الأمراض المندثرة؛ تلمع بعض الأخبار الجيدة التي تضيء الأمل في النفوس، وتنشر البهجة في الأرواح التي أنهكتها حالة التشاؤم المستشرية في الكوكب الأزرق، ومن تلك الأخبار الجيدة بطبيعة الحال عودة الحياة شيئاً فشيئا إلى طبيعتها في الدول، التي تجاوزت مرحلة الخطر في أزمة جائحة كورونا.

ولكن الخبر الأبرز في الجانب الجيد والإيجابي لهذا العام وخصوصا في المنطقة العربية، كان إعلان دولة الإمارات عن إطلاق مسبار الأمل، وهو الاسم الذي تم اختياره لأول مهمة فضائية عربية للوصول إلى المريخ، وسبر أغوار الفضاء، والابحار في آفاق العلم الحديث.

ومن المتوقع أن يصل المسبار إلى مداره حول المريخ ليبدأ مهتمه العلمية بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي لمرور 50 عامًا على إعلان الاتحاد في فبراير من العام 2021، وهي مناسبة للاحتفال بنموذج رائع في الاتحاد والنهوض والتعاون الخلاق.


وبالعودة للأخبار السيئة التي تجتاح وسائل الإعلام العربية والعالمية، يتجدد الحديث عن فترة أطول قبل إنتاج لقاح فيروس كورونا المستجد، ما يعني أن البشرية في طريقها للتعايش ربما لعام أو عامين مقبلين مع أعباء هذا الفيروس، الذي ألقى بظلاله القاتمة على مناحي عديدة من الحياة في الكوكب، وفي مقدمة ذلك الاقتصاد، الذي تشير دراسات إلى أنه سيعاني ربما لسنوات من آثار الجائحة، وما يرافقها من احترازات تذكر العالم بهذا الفيروس.


وبالرغم من الصورة القاتمة التي ترسمها وسائل الإعلام عند الحديث عن كورونا وتداعياته المحتملة، إلا أن المؤكد أن البشرية قادرة على الانتصار في هذه المعركة، كما انتصرت في معارك عديدة في مواجهة كوارث أشد فتكا.

وفي نهاية المطاف لن يتبقى من كورونا إلا ما سيدونه التاريخ، أو ما ستراكمه البشرية من ممارسات إيجابية في تطوير عادات النظافة الشخصية، وطرق الحماية في مواجهة فيروسات موسمية أشد خطرا من كورونا، ولكنها أفضل سمعة كما هي الحال مع الإنفلونزا، التي تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد ضحاياها خلال عام يتجاوز ضحايا فيروس كورونا، الذي اكتسب سمعته السيئة من شهرته الإعلامية واستخدامه كوسيلة ضغط سياسي، إضافة إلى حديث العلماء عن سرعة انتشاره المروعة التي لا يجاريها إلا سرعة ما ينشر عنه في وسائل الإعلام!.