السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«أبراج ترامب» في تركيا

هناك أشاء كثيرة غامضة في العلاقة بين تركيا وأمريكا، قد تصل إلى حد الشبهات، إذْ ما أكثر الأحداث التي تورطت فيها تركيا دون أن تبدى أمريكا رفضاً أو اعتراضاً.. إن تركيا تورطت في سوريا والعراق واستخدمت حشود داعش ضد العالم كله، وحملت الآلاف من المرتزقة من سوريا واحتلت بهم ليبيا، وأعلنت أمام العالم أنها ضمت ليبيا إلي الدولة العثمانية تحت راية أمير المؤمنين رجب طيب أردوغان.

إن تركيا الآن تحارب فى سوريا والعراق وليبيا، ولديها أطماع في قطر واليمن والبقية تأتي، وهنا يتساءل البعض: لماذا تسكت أمريكا على هذا المسلسل العدواني، الذى تقوم به تركيا في العالم العربي، بل إنها توشك على الصدام مع حلف الناتو، وهي عضو فيه؟.

هناك من يؤكد علي وجود علاقات مالية واستثمارات اقتصادية للرئيس ترامب في تركيا، وهي عبارة عن ناطحات سحاب ضخمة في مدينة إسطنبول، وأن أبراج الرئيس ترامب في تركيا من أغلى العقارات سعراً في الأسواق التركية، وهي عبارة عن برجين علي مساحة 62 ألف متر، وهي من الشقق الفاخرة جداً، والتي تصل مساحة بعضها إلي 680،متراً، وفيها مراكز تسوق ومحلات، وقد أقامها الرئيس ترامب في واحد من أرقى الأحياء السكنية في مدينة إسطنبول، وهي عبارة ـ كما ذكرنا سابقا ـ مكونة من برجين، الأول يقع في 39 طابقاً، والثاني 37 طابقاً، وهي أبراج شهيرة لأنها تحمل اسم رئيس أكبر دولة في العالم.


علي المستوى الشخصي والمالي، فإن الرئيس ترامب يرتبط بعلاقات مشبوهة مع تركيا، وربما كان ذلك من الأسباب التي أحاطت بالعلاقة بين أمريكا وتركيا فى سنوات حكمه، وعلى الجانب الأخر، فإن التعاون العسكري وتجارة السلاح من أهم المجالات التي تضع أولوية خاصة، حيث أصبحت تركيا منتجا أساسيا للكثير من أنواع الأسلحة بدعم الشركات الأمريكية الكبرى في إنتاج السلاح، ولم يكن غريبا في ظل هذه العلاقات المشبوهة أن تقيم أمريكا قواعد نووية علي الأراضي التركية.


ما يحدث في العالم العربي والإطماع التركية في أكثر من دولة، كل هذا كان بدعم صامت من أمريكا، كما أن التعاون المشبوه بين تركيا وقطر ووجود دعم عسكري تركي في الدوحة بجانب القاعدة الأمريكية، يثير كثير من التساؤلات. ولا شك أن دور تركيا وقطر في تمويل الإرهاب واستخدام المرتزقة في تدمير العالم العربي قصة أخرى، لأنها تحمل تناقضات كثيرة، ففي الوقت الذي تحارب أمريكا الإرهاب، فهي تدعم قطر وتركيا، وهما دولتان تحرضان على الإرهاب.

تبقى العلاقة الغريبة التي تحيط بها الشبهات بين أمريكا وتركيا تعكس خللاً في سياق هذه العلاقات أمام استثمارات عقارية ضخمة للرئيس ترامب في إسطنبول، أو تجارة الإرهاب مع قطر، أو أطماع تركيا في العالم العربي دون أن تبدي أمريكا رفضاً أو اعتراضاً.