الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

آيا صوفيا.. أين الحكمة؟

عن أبي هريرة رضي الله عنه: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أَحَقُّ بِهَا»، رواه «الترمذى» و«ابن ماجه».

تذكرت هذا التوجيه النبوي الكريم، وأنا أقرأ خبر تحويل متحف آيا صوفيا الشهير إلى مسجد، والذي كان في الأساس كاتدرائية أرثوذكسية.

فتساءلت بيني وبين نفسي: أين الحكمة في قرار مثل هذا؟ بيوت الله كثيرة، ومن أراد الصلاة فلن يجد أي صعوبة في التوجه إليها، والمجتمع التركي بطبيعته متنوع الثقافات والأعراق، ويضم في نسيجة أكثر من ديانة واحدة، وقرار مثل هذا يستفز أطيافاً كثيرة داخل تركيا وخارجها، ويعكس صورة غير حضارية عن الإسلام والمسلمين، ويخلق مشكلات من العدم.. فأين الحكمة من كل هذا؟ لا يخفى عن أي متابع حصيف أن هذا القرار لا علاقة له بنصرة الدين الإسلامي، ولا بزيادة عدد المساجد، وأن الأمر برمته لا يعدو كونه دعاية سياسية رخيصة، وورقة يستخدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لدغدغة مشاعر المسلمين، والعزف على أوتار عاطفتهم الدينية، وهذه استراتيجية اعتاد الرئيس التركي على اتباعها، خصوصاً في ظل انخفاض معدل ذكاء أنصاره ومريديه.


وأما من أراد خدمة الإسلام والمسلمين، فهناك مليون طريقة وطريقة لفعل ذلك، ليس من بينها، قطعاً، استفزاز مشاعر أصحاب الأديان الأخرى، واستعداؤهم علينا.


يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله: «في الأرض ما يكفي لحاجات الناس، لكن ليس فيها ما يكفي أطماعهم»..

لا أدري لماذا تتبادر إلى ذهني هذه المقولة كلما سمعت عن قرار انتهازي يتخذه أردوغان، ومن ساروا على نهجه؟!