الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

مرحلة بايدن.. وتنويع الخيارات

يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التراجع أمام المرشح الديمقراطي جو بايدن حسب آخر الاستطلاعات، وبفارق وصل إلى 15 نقطة، الأمر الذي يحتم على دول المنطقة الاستعداد للمرحلة المقبلة، وعدم التعويل كثيراً على فترة ثانية لترامب، فرغم عبثيَّة الاستطلاعات التي فشلت في قراءة الانتخابات السابقة، إلا أن الظروف الحالية قد تدفع باتجاه فوز الديمقراطيين.

بايدن ورغم تمايزه عن الرئيس السابق باراك أوباما في بعض القضايا، إلا أنه لن يخرج تماماً عن سياسته التي كانت تدور في فلك موقف اللاموقف، خاصة إزاء قضايانا الإقليمية، وجميعاً يتذكر التعامل الأمريكي مع الملف السوري والإيراني والفلسطيني، بشكل أبقى على بؤر النزاع وعدم الاستقرار مشتعلة بدون أي موقف حاسم، ما فتح الباب لدول أخرى للتدخل بالمنطقة وخاصة روسيا، هذا إلى جانب الملف الأكثر أهمية، وهو تبني خديعة نشر القيم الأمريكية لدعم ما سمي بـ«الربيع العربي» ودور واشنطن في تفكيك أنظمة شكلت لفترات طويلة صمام أمان المنطقة ورافعة استقرارها.

رئاسة بايدن في حال صدقت الاستطلاعات تأتي في ظل ظروف صعبة نتيجة تداعيات فيروس كورونا، فضلاً عن مشكلة بايدن المتمثلة بكونه شخصاً يمكن تحريكه وتغيير مواقفه، ما يجعل من الصعب الاعتماد عليه، فضلاً عن ضرورة تسليط الضوء على سابقته في اختيار سيدة كنائب رئيس له، إذ إن بايدن ذا الـ77 عاماً لن يكون قادراً بعد 4 سنوات على تحمل أعباء الرئاسة، في ظل وضعه الصحي الحالي، ما يعني عدم استقرار السياسة الأمريكية.


الانتخابات الأمريكية تحتم على دول المنطقة تنويع خياراتها السياسية وتأسيس تحالفات صلبة مع الدول الصاعدة وعلى رأسها الصين وروسيا، لكبح جماح أي تهور أمريكي، كما حدث في عهد أوباما، فمنطقتنا لا تحتمل هزات جديدة، إذ إنه من المحتمل عودة بايدن إلى الاتفاق النووي الإيراني وتعويم القضية الفلسطينية مرة أخرى، بشكل يعيد الجميع إلى نفق الضبابية، فرغم كل علل ترامب إلا أنه قد يكون الرئيس الأمريكي الأكثر وضوحاً في مواقفه.


باختصار، الانتظار لمعرفة سيد البيت الأبيض المقبل ليس في صالح أحد، وعلى الجميع الاستعداد لهزة جديدة في السياسة الأمريكية وانعكاسات ذلك على منطقتنا، ولعل فتح الأبواب نحو تعدد التحالفات هو الخيار الأفضل لمواجهة السياسة الأمريكية المقبلة.