الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

روسيا.. وتطور الأوضاع في سوريا

يمكننا أن نقيِّم الوضع القائم الآن في سوريا بأنه متوتر، وأن ما يقع خارج سيطرة دمشق وخاصة إدلب وحوض الفرات، بالأكثر توتراً.

ففي إدلب، تواصل القوات الروسية والتركية عملها على تنفيذ بنود البروتوكول الإضافي الموقَّع في 5 مارس الفارط، وتتركز مهماتها الأساسية على إقامة ما يُسمى «الممر الآمن» على طول الطريق السريع M4 (الذي يمتد من سراقب إلى اللاذقية) وتشكيل دوريات مشتركة منتظمة، ومع ذلك واصلت الجماعات الإرهابية في منطقة خفض التوتر نشاطاتها لإفشال الجهود الروسية - التركية، بعد أن قررت عدم التخلي عن خططها الرامية إلى تأزيم الأوضاع في شمال غرب سوريا.

وبدا ذلك واضحاً من خلال الزيادة الملحوظة في عدد الهجمات التي يشنها المسلحون ضد مواقع قوات الحكومة السورية والمناطق المجاورة لها، ففي يوم 11 يوليو الجاري، قام الإرهابيون بمحاولة جديدة للهجوم على القاعدة الجوية الروسية في مطار حميميم باستخدام طائرتَين مسيّرتَين.


ويوم 14 يوليو، تمَّ تفجير لغم أرضي بالقرب من طريق مرور دورية روسية ـ تركية مشتركة في منطقة أريحا، ما أدى إلى إصابة عدة جنود بجروح، وبالطبع، لن يسكت الروس على هذه الهجمات الإرهابية وسوف يتصدون لها بحزم.


وتحكم الأوضاع في منطقة الفرات عدة عوامل خطيرة، من أهمها: النشاطات الإرهابية لتنظيم «داعش»، والتأثير المزعزع للاستقرار الناتج عن وجود القوات الأمريكية، والاحتجاجات المتزايدة للسكان المحليين ضد اضطهاد السلطات الكردية، وتدهور الأوضاع الإنسانية، وخاصة في مخيمات النزوح المحلي بسبب رفض المسلحين إزالة العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية.

ونحن في روسيا، ننطلق من الرغبة في تحقيق الأمن والاستقرار الدائمَين في منطقة شمال شرق سوريا كلها، على أساس عودة سيادة الحكومة على كل الأراضي السورية.

ومن اللافت للانتباه ذلك النمط الغريب للتعامل مع الأمور في مناطق وجود القوات الأمريكية، حيث لم يقتصر الأمر على عدم القضاء على الإرهابيين، بل إنهم يلقون التشجيع على ممارسة نشاطات إرهابية إضافية.

وتتوارد إلينا معلومات تفيد بأن الأمريكيين الذين يسيطرون على «الحزام الأمني» المحيط بمنطقة التنف يقومون بتدريب الميليشيات التابعة لجماعة «مغاوير الثورة» المسلحة وتزويدها بالأسلحة والعتاد لتنفيذ أعمال تخريبية في مناطق أخرى من سوريا.

وتقول تقارير صحفية: إن القوات السورية اعتقلت ثلاثة متطرفين اعترفوا بأنهم شاركوا في التحضير لتنفيذ هجمات على أهداف روسية وسورية بناء على أوامر تلقوها من مدربيهم الأمريكيين، ومما يزيد الأوضاع تعقيداً في سوريا، تفاقم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وخاصة بسبب العقوبات الغربية المفروضة من جانب واحد، بالرغم من الدعوات المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة لإلغائها بسبب جائحة كورونا، ولا يتورّع أولئك الذين فرضوا تلك العقوبات عن التصريح بأن الهدف منها هو «خنق» الاقتصاد وزيادة معاناة الشعب السوري، وتحريضه على اللجوء إلى التظاهرات والاحتجاجات الاجتماعية.

وما تزال روسيا تواصل دعوتها لتقديم المعونات الإنسانية الدولية للشعب السوري بالتنسيق مع الحكومة السورية.