الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«منتقمون».. تتوعد العراقيين

بعد أن قام النظام الإيراني بأكبر عمليات التصفيات الجسدية لضباط الجيش العراقي، خاصة طياري القوة الجوية، على أيدي الأحزاب والميليشيات العراقية المسلحة الموالية لطهران، انتقاماً من هزيمته أمام الجيش العراقي في حرب السنوات الثماني (1980-1988)، تدعم إيران، اليوم، فصيلاً عراقياً ميليشياوياً مسلحاً داخل العراق للاستمرار في عملياتها الانتقامية من العراقيين، يحمل تسمية «لواء منتقمون».

الفصيل أعلن عن تشكيله، الأسبوع الماضي، حيث جاء في بيانه التأسيسي الذي حمل توقيع «المقاومة الإسلامية في العراق، لواء منتقمون»، لقد « تحركت ثلة مؤمنة بأخذ الإذن الشرعي بتأسيس فصيل جهادي عقائدي مقاوم»، دون ذكر مصدر «الإذن الشرعي»، الذي يؤكد المراقبون بأنه من المرشد الإيراني علي خامنئي، وأضاف البيان: «سيعمل هذا الفصيل على مطاردة أزلام النظام البائد وملاحقتهم في عقر دارهم»، وهذا إعلان مفضوح لاغتيال العراقيين باتهام أي عراقي يعارض الوجود الإيراني بأنه من اتباع النظام السابق.

المراقبون اعتبروا هذا الإعلان رسالة تحدٍّ لحكومة مصطفى الكاظمي، الذي صرَّح عن نيَّة حكومته بحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على الميليشيات المسلحة، حيث ردت هذه الميليشيات عليه باغتيال المستشار في رئاسة الوزراء هشام الهاشمي، ثم اختطاف الألمانية هيلا ميفيس، الموظفة في معهد غوته الثقافي ببغداد، والتي أُطلق سراحها بعد ثلاثة أيام.


ميليشيات «لواء منتقمون» هدَّدت رئيس الحكومة مباشرة في بيانها بقولها: «إما أنت أيها الكاظمي، وإما أن تخرج القوات الأمريكية أو نخرجهم بطريقتنا الخاصة، ولك الخيار».


المعروف أن هناك عشرات الميليشيات المسلحة التي تدين بولائها لخامنئي، ولهذا تطلق على نفسها صفة «الفصائل الولائية»، وتتستر بوصف نفسها بـ: «المقاومة»، والتي تنفِّذ جرائم قتل بأجندات الحرس الثوري الإيراني.

وقد قتلت هذه الميليشيات أكثر من 800 شاب عراقي شاركوا في التظاهرات ضد حكومة عادل عبدالمهدي السابقة، وطالبوا بإنهاء الوجود الإيراني، رافعين شعار: إيران برة.. برة.. وبغداد تبقى حرة.

ويتهم قادة الأحزاب الشيعية الموالية لإيران، وفي مقدمتهم نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم حزب الدعوة، وكذلك هادي العامري، زعيم ميليشيات بدر، وقيس الخزعلي، زعيم ميليشيات العصائب، أي معارض للوجود الإيراني وللميليشيات المسلحة بأنه من «أزلام النظام البعثي السابق».

ويَعُد العراقيون المواجهة بين الكاظمي والميليشيات المسلحة هي أقوى التحديات التي تواجهه، وتعترض برنامجه الإصلاحي الذي أعلن عنه منذ تشكيل حكومته.