الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

«جون لو ميسورييه».. وخدعة الخوذ البيضاء

مرة أخرى نشعر بضرورة لفت الانتباه إلى الأساليب غير الأخلاقية للحملات الدعائية الإعلامية الغربية المغرضة ضد سوريا، وذلك من خلال نقل فكرة إلى المجتمع الدولي تفيد بأن أعضاء الخوذ البيضاء ليسوا من العاملين في المجال الإنساني، ولا يمثلون منظمة غير حكومية تحاول مساعدة الناس، وأن كل هذا الذي كان يُشاع حولها ليس أكثر من مجرد قصة زائفة وخداع ومعلومات كاذبة.

ولعل من الغريب أن تتردد هذه الأقوال في صحافة الدول الغربية، طالما أنها هي ذاتها التي بدت متحيِّزة لمصلحة أنشطة منظمة «الخوذ البيضاء» ذات الصفة الإنسانية المُزيَّفة في سوريا، وكان يُقال إن موظفيها يلعبون دور أبطال الإنقاذ المحايدين الذين يخاطرون بأنفسهم من أجل إنقاذ حياة السكان المدنيين، والذين وصفوا أنفسهم بأنهم «ضحايا نظام بشار الأسد وحلفائه»، وبشكل عام لم يتغير هذا الموقف، ولم يتخلّ الرعاة الغربيون حتى الآن عن دعمهم للخوذ البيضاء والهياكل التابعة لهذه المنظمة.

وكنّا أشرنا أكثر من مرة إلى ما يختبئ وراء هذه الواجهة الإنسانية المزعومة للمنظمة من نهب حقيقي وابتزاز وسرقات وتضليل متعمد، وإخفاء للهجمات الكيميائية المنظمة والضربات الجوية والبرية والتواطؤ المباشر مع الإرهاب.


ويبدو الآن أن بعض الصحفيين الغربيين قرروا التحقيق في هذه القصة للوقوف على الحقيقة، ونشرت صحيفة «فولكسكرانت» الهولندية قبل أيام، مقالاً حول الاحتيال المالي لمؤسس الخوذ البيضاء « جون لو ميسورييه» الذي تُوفي في 11 نوفمبر 2019 في إسطنبول.


وكان هذا الرجل يرتزق من نشر المواضيع حول منظمته، ويتقاضى راتباً شهرياً يبلغ 24 ألف يورو، بالإضافة لحيازته لشقة وفيلا فاخرتَين في إسطنبول، وشقة فاخرة في أمستردام يُقدر ثمنها بنصف مليون يورو، وكانت هناك مؤشرات لا تتطابق مع ما يُحكى عن النشاطات المعلنة لمنظمتَيه الإنسانيتَين المزعومتَين «ماي داي للإنقاذ»May day Rescue والخوذ البيضاء.

ومن الفضائح المالية التي لاحقته، فضيحة القبض عليه صيف عام 2018، أثناء محاولته سرقة 50 ألف يورو خلال عملية إجلاء الخوذ البيض إلى الأردن، وهناك كثير من الأسئلة العالقة حتى الآن حول نشاطات هذا الرجل البريطاني وسرّ الراتب الضخم الذي كان يتقاضاه والامتيازات الواسعة لمنظمة ماي داي للإنقاذ، ونقص الشفافية المالية والتهرب الضريبي في هولندا.

ويكون من الصعب أن نتصور بعد هذا التحقيق لصحيفة «فولكسكرانت» أن يبقى بين الدعاة الغربيين من سيواصل تبييض صورة هؤلاء الإنسانيين المزيفين بعد أن فقدت خوذاتهم لونها الأبيض.