الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

إيدي كوهين.. يتمنَّى لنا عيداً سعيداً!

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تغريدة مستشار الوزير الأول الإسرائيلي إيدي كوهين، يقول فيها: «عندما تقترب روسيا والصين وأمريكا وإسرائيل وإنجلترا من إنتاج اللقاح ضد كورونا، تسْعَد باقي الدول العربية للكشف عن مؤخراتها لتلقِّي الحقنة».

وفي الحقيقة كلنا انتقدنا الواقع العلمي العربي، وعدم اهتمام الحكام بالنخبة، ودفعها نحو الهجرة إلى الخارج، حيث تشير آخر الإحصاءات إلى أن الدول الغربية استقطبت منها ما لا يقل عن 45%، مكلفة الخزينة العربية في عام 2019 وحده، نحو 200 مليار دولار.

وعندما ننظر للمردود العلمي للكفاءات العربية في الخارج نشعر بالفخر، لكن عنما ندرس بعمق أسباب الهجرة نشعر بالخيبة، لذلك جاءت تهنئة العيد من طرف إيدي كوهين مُؤْلِمة جداً.

قد يكون فشلنا في إنتاج اللقاحات أمراً طبيعياً، فعشرات الدول تعيش التبعية الصحية للخارج، لكن الأمر وصل إلى عجز معظم الدول العربية عن بناء مستشفيات في مستوى تطلعات الشعوب، بينما يقوم المسؤولون بتلقي العلاج في الخارج، بما فيها تلك الدول التي كانت استعماراً بالأمس القريب، وهذا مؤلم أيضاً.

عندما أصيب الرئيس بوتفليقة بجلطة عام 2005 ونقل إلى مستشفى فال دوغراس بباريس، شنَّ اليمين الفرنسي حملة عليه، وقال زعيمه جون ماري لوبان مخاطباً بوتفليقة: «إن فال دوغراس هو أيضاً استعمار سيدي الرئيس».

إذا كان علاج المسؤولين في الخارج حتميَّة، فعلى الأقل ينبغي اختيار الدولة الملائمة، فالرئيس الراحل هواري بومدين مثلاً اختار العلاج في روسيا، بينما فضل الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد بلجيكا، وفي كل الحالات فإن المواطنين لا ينظرون لعلاج المسؤول في الخارج بعين الرضا.

بعدما هدأت نسبياً موجة المقاطعة للبضائع الدنماركية بسبب نشر الصور المسيئة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجرت صحيفة جزائرية مقابلة مع سفير الدنمارك، ومن بين ما قاله السفير: «إن الاقتصاد الدنماركي تكبَّد خسائر فادحة.. وتمنّى ألّا تصل المقاطعة للأدوية»، لكن العارفين قالوا إن السفير قال لنا بدبلوماسية محكمة: «إذا كنتم رجالاً.. فقاطعوا الدواء».

إن العاطفة لا تبني أوطاناً والجهل يدمرها، إن موائدنا تتزين بكوكاكولا وشكولاتة الدنمارك.

يجب أن نعترف أننا نسدل سراويلنا لتلقِّي الحقن التي تحمل أمصالاً ولقاحات أنتجت في الغرب، بينما شاهدنا كيف تعرّض بعض من الجزائريين لتضييقات دفعتهم لإنتاج مُكمِّلات غذائيَّة لداء السكري في تركيا، وأصبح الجزائريون يشترونها من هناك بقيمة 10 دولارات للعلبة.. وعيد سعيد للجميع.