الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ما للقطط وسيّد البيت الأبيض؟

في «أتلانتا» عاصمة ولاية جورجيا قلب الجنوب الأمريكي، وقع حدث جلل قبل أسبوعين كان من النوع المضحك المُبْكي!.. هناك في عاصمة إحدى أشهر محطات التلفزة الأمريكية، السي إن إن، أبرقت وكالة الأسوشيتيد برس، وهي أيضاً من الأكثر شهرة في العالم، نبأ ليس زائفاً وإن بدا مثيراً للهزل الذي لا يخلو من الجد، مفاد الخبر هو تلقي «كودي تيمز» استمارة تحوي بياناته كافة بانتظار الاقتراع والإمضاء حتى يأخذ صوت كودي ـ وهو أمانة ـ طريقه إلى صناديق الاقتراع في الثالث من نوفمبر ويحسم مصير أحد أكثر الانتخابات الرئاسية أهمية على المستويين الأمريكي والدولي.

لكن كودي في ذمة الله ومنذ 12 عاماً!، والمرحوم كودي لا هو بالديمقراطي ولا الجمهوري، ولا يملك من أمره شيئاً في صراع الحمار مع الفيل، وهما رمزا الحزبين الديمقراطي والجمهوري على التوالي!

كودي يا أحبتي قط!.. نعم إنه هرّ مدلل تبنته عائلة تيمز ومنحته اسمها وهو عرف لا حرج فيه، فالفقير إلى الله كاتب هذه السطور ـ بالنسبة للجهات الحافظة للبيانات في أمريكا وهي كثيرة ـ جدّ لكلبين من سلالتين مختلفتين هي الغولدين دوودل واسمه كوبر جرار والبييغل بلودهاوند واسمه لينك جرار وهو الأكبر سناً!


وليزيد المتلاعبون في الأصوات الطينة بلّة، فإن أسرتي دأبت على الاختلاف في الاقتراع في كل انتخابات منذ أصبحنا مواطنين أمريكيين قبل 4 انتخابات رئاسية، فماذا تراهم فاعلين بصوتَي لينك وكوبر؟ ما أردته من هذه الحادثة الموثقة الإشارة إلى مدى خطورة الاقتراع عبر البريد، وهو لا علاقة له بتصويت الغائبين «الأبسينتييز»، وهم عادة من الدبلوماسيين والعسكريين البعيدين بحكم خدمتهم عن مراكز الاقتراع، وسيكون من ضمنهم في هذه الانتخابات الرئيس دونالد ترامب، الذي سيدلي بصوته في فلوريدا عبر إرساله الآمن الموثّق «بريدياً» من البيت الأبيض.


ترامب عاد وبعد بضع ساعات من تغريدة تساءل فيها الخميس عن الحاجة إلى إرجاء الانتخابات في ظل تمسك الديمقراطيين بالاقتراع البريدي، الذي قال ـ محقاً ـ إنه سيسفر عن «انتخابات تنعدم فيها النزاهة والدقة».

ترامب قالها صراحة إنه لا يريد تأجيل الانتخابات لأنه يعلم يقيناً بأنه لا يملك هذا الحق، فأمريكا بلاد احترمت منذ قيامها الروزنامة الانتخابية ولم تحل حربان عالميتان وحرب أهلية ولا حتى طاعون الإنفلونزا الإسبانية من المس بمواعيد الانتخابات، وهي بالعشرات ما بين تلك التي تجري على مستوى الاتحاد والولاية والمقاطعة وحتى الحي والمدرسة!