الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الحرب العالمية الإسلامية

دخل العالم الإسلامي فى مرحلة هي الأسوأ فى تاريخ الصراعات الإسلامية، وكان الغرب ينتظر هذه اللحظة منذ زمن بعيد، فقد بدأت الكارثة بالإرهاب باسم الدين، وانتهت بحروب أهلية دامية، ثم كان التدخل والاحتلال الأجنبي والحرب بالوكالة.

إن المسلمين هم الذين يقتلون الآن أنفسهم ويدمرون بلادهم، وكل ما جمعوا من الثروات ضاعت ما بين الحروب وإعادة البناء، إذا بقيت أشياء يمكن أن يعاد بناؤها.

لقد شاركت القوى الأجنبية فى تدمير الدول الإسلامية ما بين العراق وأفغانستان وسوريا واليمن وليبيا، وإن آخر ما اهتم به الإعلام الصهيوني في إسرائيل في الفترة الأخيرة، هو: الدول العربية التي سوف تختفي بعد المواجهات الحالية في العالم العربي، واجتهد الخبراء في تحديد ملامح ذلك المستقبل بين دول ستبقى ودول أخرى سوف تزول.


إن الحرب الآن تدور بالوكالة، فاحتلال العالم الإسلامي والتقسيم الدائر بين المسلمين، فهذا شيعي وهذا سني تقوم به إيران، ولكن الغنيمة ما بقي من أطلال الأمة العربية.


إن العرب هم الذين قدّموا الإسلام للعالم فكانت الحضارة والتقدم، ثم جاءت عليهم عصور الاحتلال والاستعمار والتبعية، وحين حصلت شعوبهم على استقلالها كان ظهور البترول الذي أعاد الاستعمار بكل ألوانه، وبقيت الشعوب تعاني استعمار الأوطان واستغلال البترول والتبعية بكل ألوانها.

إن الحرب العالمية الثالثة لن تكون غربية أو أوروبية، بل ستكون إسلامية، لأن انقسام العالم الإسلامي أصبح بديلاً عن كل الانقسامات في العالم، فالصراع الإسلامي وقضايا الإرهاب وتوزيع الغنائم جعل العالم كله ينتظر لحظة التقسيم والثروات خاصة ما يظهر من البترول في كل أرجاء العالم العربي.

إن تركيا الآن تعمل وكيلاً للجميع مع المحافظة على مصالحها وأطماعها، وإيران تتربص بالأتراك لأن الخلاف بينهما كبير سياسياً وعقائدياً، ولأن مناطق الصراع والأطماع واحدة.

أكرّر أن الحرب العالمية الثالثة سوف تكون إسلامية خاصة أن الشعوب الإسلامية تعيش زمناً من الاضطهاد، فالمسلمون يعانون في الغرب، ويعانون في الصين والهند وشرق آسيا، ويعانون في أوطانهم من عصور التسلط والفقر وغياب العدالة، والآن تعيش الشعوب الإسلامية أسوأ أنواع الحروب وهي الحروب الأهلية، وكل شعب يحاول أن يحفظ ما بقي له من الثوابت والأفكار لأن حشود الإرهاب تلتهم كل شيء.

وإن السؤال الذي يبحث عن إجابة هو: من يُوقف نزيف الدم بين المسلمين ومن يقطع أيدي الإرهاب الذي أفسد حياة الشعوب تحت راية الإسلام؟ وقبل هذا كله: من يمنع كارثة التقسيم والغنائم ونهب ثروات المسلمين؟.. إن تركيا تقيم الآن قواعد عسكرية فى دول أفريقيا الإسلامية، ومنها: نيجيريا والنيجر والصومال، وهي ترفع راية الإسلام: خراباً وإرهاباً واستعماراً!