الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الانتخابات الأمريكية.. وتجسيد الشيطان

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية صراعاً داخلياً محتدماً، يزداد تأزّماً لدرجة لا سابق لها، وتشير استطلاعات رأي أجرتها وكالة أسوشييتدبرس ومركز نورك للبحوث إلى انخفاض معدل تأييد الأمريكيين لأداء دونالد ترامب، إذْ أعرب 32% فقط من المشاركين في الاستطلاع عن تأييدهم للإجراءات التي أقرّها الرئيس ضد انتشار جائحة كورونا، وهذا يمثل أخفض معدل يتم تسجيله خلال الشهر الماضي، كما قال 80% من الأمريكيين إن بلدهم يسير في الاتجاه الخاطىء.

وانخفض معدل الرضا عن الأداء الاقتصادي إلى 38%، وعمدت محطة «سي إن إن» الإخبارية لإذاعة نتائج الاستطلاع الذي أكد على أن ترامب يتأخر عن بايدن في ولايات فلوريدا وأريزونا وميتشيغن التي فاز فيها بانتخابات 2016.

وأشارت نتائج بحوث نُشرت مؤخراً، إلى أن ترامب يتأخر من حيث معدل القبول العام في أوساط الناخبين ما بين 6 و10 نقاط عن جو بايدن.


ولا تدّخر الصحافة الأمريكية الليبرالية وسعاً لتحميله مسؤولية الخطايا القاتلة التي تشهدها الولايات المتحدة، ولم تتردد عن وصفه بأنه «العنصري الشوفيني، والكذاب، والخائن الذي يمثل التجسيد الحقيقي للشيطان».


وفضّل الصحفي الأمريكي هاوارد كورتز إطلاق وصف «ترامب والبلطجة» على حملة السخرية والعداء غير المسبوقة التي انطلقت مؤخراً ضد الرئيس.

ولا يزال ترامب يحتفظ بقدرة استثنائية على إلحاق الهزيمة بكل منافسيه الديمقراطيين في ولايات مفتاحيّة، مثل: ميتشيغن وبنسلفينيا وويسكونسن، وهو يؤكد على وفائه بالوعود التي قطعها لناخبيه.

وحتى الآن يتفوق بنحو 6 نقاط عن نسبة المصوتين المؤيدين له في انتخابات عام 2016، وهذا يكفي لضمان حصوله على 304 من أصوات الهيئة الانتخابية والفوز في الانتخابات المقبلة.

ومؤخراً، قال صحفي كندي معروف: إنه، وبالرغم من كثرة الأكاذيب والشتائم والألفاظ النابية والتعابير العنصرية المقيتة التي يُكثر ترامب من ترديدها، فإن معظم المؤيدين لشعار «اجعل أمريكا أولاً من جديد»، والبالغ عددهم 62 مليوناً لا يزالون في صفِّه.

ومن الآن وحتى تاريخ إجراء الانتخابات يوم 3 نوفمبر المقبل، سوف تشهد الولايات المتحدة المزيد من الصراعات والانقسامات السياسية الخطيرة، وقال الدبلوماسي الإيطالي السابق ماركو كورنيلوس: إنه في حالة الإخفاق في استنباط لقاح فعال ضد فيروس كورونا خلال هذا الوقت المتبقي على إجراء الانتخابات، فلن يكون في وسع ترامب أن يعلن نفسه منتصراً، وسوف تنتظر إدارته معركة صعبة أثناء محاولة إعادة انتخابه، وبما قد يدفع بها لتأجيج الصراع مع إيران وربما مع الصين أيضاً.