الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ماذا ينتظر لبنان بعد التفجير؟

مشهد مؤلم لذلك الدخان الكثيف الذي أحرق بيروت وجعلها في قمة الألم السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لقد تحسر الجميع لما حدث لبيروت هذه المدينة التي صبرت على كل المآسي التي حلت بها وتجاوزتها بكل صمود، بيروت قدرها التاريخي أن تكون مسرحاً لكثير من التناقضات والحروب لفترة طويلة من الزمن، ومع كل هذا ظلت بيروت جميلة يتغنى بها الشعراء والزوار.

السؤال المهم اليوم يدور حول منتجات هذا التفجير، وكيف يمكن توظيف النتائج لصالح لبنان كلها، التي تتضاعف معاناتها يوماً بعد يوم، فمشهد الانفجار كان مروعاً ومخيفاً، الذي كشف بالدليل القاطع ماذا كان يخبئ المستقبل لهذا البلد العظيم في تاريخه وشعبه، لقد اكتشفنا أن هناك من يرغب في تدمير بيروت، وليست بيروت لوحدها، فكمية المتفجرات كانت تكفي لتدمير لبنان بأكملها، فلماذا كل هذا السلاح في هذه الدولة الصغيرة؟

لقد اكتشف العالم وبالدليل القاطع أن حزب الله طرف دائم في مشكلات لبنان، وقد يكون هذا التفجير القشة التي سوف تقصم ظهر هذا الحزب، الذي لن يتأخر في إحراق المزيد من لبنان، وهذا هو السيناريو المتوقع وخاصة مع بداية محاصرة العالم لجرائمه وكشفها بشكل تدريجي، وبعد هذا التفجير لا بد أن يشعر حزب الله بأنه بدأ يأخذ مكانه في زاوية محاصرته الدولية، التي انطلقت بعد هذا التفجير، ولن تتوقف إلا بمواجهة حاسمة له.


بعد كل هذا التاريخ الطويل من الأزمات التي طالت لبنان عبر 5 عقود مضت، يبدو أن هذا البلد وصل إلى منعطف مهم، تسبب به هذا الانفجار، ولذلك فإن مؤشرات كثيرة بدأت بالظهور توحي بأن ما ينتظر لبنان بعد هذا النفجير أمر مختلف عن تلك المرات السابقة، ولعل السبب في ذلك أن محاصرة حزب الله الدولية وكشف جرائمه في كل أنحاء العالم وبلا استثناء بدأت قبل هذا التفجير، فخلال السنوات الماضية أعلنت الكثير من الدول موقفها الصارم تجاه نشاطاته.


إن الفرصة اليوم بيد اللبنانيين لكي يثبتوا للعالم أنهم قادرون على وضع النقاط على الحروف، لأن البديل عن ذلك هو خضوع لبنان للانهيار تحت وطأة المشكلات التي يتسبب فيها حزب الله ومناصروه من الكتل السياسية والدول الخارجية، نحن ولبنان ننتظر الكيفية التي سوف سيخرج بها البلد من هذه الأزمة، والتي يؤمل أن تتخلص من أعدائها الذين يدمرونها.