الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بيروتشيما.. زلة ترامب ومهلة ماكرون

بصرف النظر عما إن كانت «بيروتشيما» انفجاراً أم تفجيراً، فإن أول توصيف قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للكارثة على أنها «هجوم» ناجم عن «تفجير» لم يكن زلة لسان، وفي أقل من 48 ساعة كان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون يمهل النظام بكل أركانه وأطيافه 3 أسابيع لتمكين العالم من مساعدة لبنان.. «ساعدوا أنفسكم حتى نتمكن من مساعدتكم».

هذه ليست مقولة ماكرون وحده، فأول من طرحها على المسرح الدولي كان ترامب وواجه فيها الحلفاء بمن فيهم الناتو واليابان قبل الجهات التقليدية كالأمم المتحدة والدول النامية، لا شيكات على بياض، ثمة ضوابط ومعايير هي بلا مواربة شروط استباقية لصرف المنح والقروض.

حتى الساعة اقتصرت المساعدات الأمريكية (15 مليوناً) على المساعدات العينية الإغاثية، كذلك فعلت معظم الأطراف العربية والدولية كلها، لكن الكارثة سواء أكانت الـ11 من سبتمبر أم تشيرنوبيل اللبناني، تتطلب كما قال ماكرون «عقداً اجتماعياً» جديداً للبنان في الذكرى المئوية الأولى لاستقلاله عن فرنسا في «الفاتح من سبتمبر»!، مئويات كثيرة يشهدها الشرق الأوسط كانت آخرها مئوية اتفاقية لوزان بملاحقها السرية في 24 من يوليو.


في نفي الأمين العام لحزب الله، الجمعة، مسؤوليته عن كارثة العنبر الـ12 في مرفأ بيروت، استعرض حسن نصرالله العديد من مفردات اللغة العربية لنفي أي علم بنترات - التي لم يرفقها بالأمونيوم على سبيل النسيان - مؤكداً أنه لم يستخدم المرفأ في إخفاء أو تفريغ أي سلاح أو ذخيرة للحزب، لكن النفي يحمل إقراراً ضمنياً بأن للبنان «الدولة» مرافئ بحرية وجوية شتى ناهيك عن المعابر البرية وجميعها إما غير شرعي أو محتل أو مخترق من قبل الحزب عناصر وأزلاماً.


وقد ورد في خطاب حسن نصرالله الذي لم يتهم إسرائيل ولم يتوعدها كما جرت العادة، تساؤل إن كان هناك دولة في لبنان أم لا؟ في حال عجزها عن إعلان نتائج التحقيق بشفافية ومحاسبة المتسببين في الكارثة.

إن تشريد 300 ألف لبناني ثلثهم بحسب يونيسيف من الأطفال، ينذر بتداعيات صحية اجتماعية كارثية لبيروتشيما، وفي ظل الانهيار الاقتصادي والمالي في لبنان، فإن مهلة ماكرون غير قابلة للتسويف ولا للتصرف.. وعنوانها الأكبر هو استقالات (إقالات) جماعية، محاكمات شفافة وانتخابات عامة شاملة نيابية ورئاسية بإشراف دولي، والخلاص قد يكون بمجلس انتقالي وطني ربما يشمل شخصيات لبنانية «نظيفة» في الوطن والمهجر.