الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

اتهام الموساد.. بكل فساد وكساد

يقول الشاعر العربي القديم: حسب الكذوب من البلية... بعض ما يحكى عليه فإذا سمعت بكذبة... من غيره نسبت إليه هذا بالضبط ما يقال عن إسرائيل وجهاز استخباراتها (الموساد)، فكل جريمة أو تفجير أو فاجعة تقع في هذه الأمة يسارع العرب إلى اتهام إسرائيل والموساد بها، حتى صار هذا الاتهام فلكلوراً شعبياً عربياً لا يتخلف في أي حدث، وذلك يصب في مصلحتها، ويجعلها في نظر العرب قوة خارقة أو شبحاً مخيفاً لا يمكن التصدي له. وعندما وقع الهجوم الإرهابي على القوات المصرية في رفح قبل أعوام، وفي لحظة إفطار رمضان سارع الناس فوراً باتهام الموساد الإسرائيلي وصب أحدهم جام غضبه عليَّ عندما قلت وأنا في غاية الحزن والوجع: إن إسرائيل أنبل وأعقل من أن ترتكب هذه الجريمة النكراء، ليتبيَّن أخيراً أنها جريمة ارتكبها الإرهابيون الذين أطلق سراحهم من السجون المصرية إبان حكم الإخوان وانتشروا كالجراد في سيناء، وهكذا فعل العرب عندما وقع تفجير لبنان الكارثي، وأظن ـ وليس كل الظن إثماً ـ أن إسرائيل ليست في حاجة إلى ذلك، لأن العرب يقومون بذلك نيابة عنها، فقد صارت جرائم العرب ضد العرب أكثر بشاعة وغدراً من جرائم إسرائيل ضد غزة. حزب نصرالله والإخوان وإيران وتركيا والحوثي وداعش وكل الفرق الهالكة تقتل العرب بالوكالة عن إسرائيل، ويمكن القول: أن إسرائيل حققت انتصاراً ساحقاً من دون أن تطلق رصاصة واحدة، لحماقة العرب وشيوع سرطان الميليشيات والجماعات والفرق الهالكة صاروا أعداء أنفسهم. لقد كفر اللبنانيون بكل النخب السياسية حتي هتفوا مطالبين بعودة الاستعمار الفرنسي، وأنكر عليهم كثير من العرب هذا الهتاف ولكني لم أنكره، فلبنان دولة محتلة فعلاً من إيران ووكيلها حزب الله والنخب السياسية فسدت وكسدت، وخضعت للعبة الطائفية ولميليشيات نصرالله، ولا ينبغي أن ننكر على شعب يعاني ويكابد وتطحنه الرحى من كل جانب أن يعبر عن يأسه وأن يكون مثل مريض طال مرضه العضال ولا أمل له في الشفاء، ولا ينبغي أن يقال بعد ذلك أن إسرائيل وراء ما يحدث في هذه الأمة المنكوبة بالحماقة والغباء، والتي تقدم خدمات جليلة لإسرائيل وغيرها دون طلب، فالحوثي يقتل اليمنيين في اليمن ويهتف «الموت لإسرائيل،» وحزب نصر لله يقتل اللبنانيين ويهتف: «الموت لإسرائيل، فكفوا أيها الأغبياء عن اتهام الموساد بكل فساد وكساد».