السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

روسيا.. والانتخابات الأمريكية

يتزامن اضطراب فكرة التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية مع اقتراب موعد الاقتراع في نوفمبر المقبل، حيث تكون مجموعة المواطنين المؤهلين هم صانعو القرار السيادي لبلادهم، لكنهم يمارسون السلطة السياسية بشكل غير مباشر، من خلال ممثلين منتخبين. في خضم هذا الترقب، يواجه الرئيس دونالد ترامب تحديات متشعبة للفوز بإعادة انتخابه، حيث تشير عدة استطلاعات رأي إلى أن نائب الرئيس السابق جو بايدن في المقدمة على المستوى الوطني.. فهل سيتمكن ترامب من قلب الموازين لصالحه مع تخوف الديمقراطيين من التدخل الروسي بمد مخالبه في جوف الديمقراطية الأمريكية؟ وما مدى إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية. من الناحية الدستورية الإجابة واضحة، سيكون من الصعب تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر 2020 إلى تاريخ لاحق، دون موافقة الكونغرس. النظام الأمريكي يعتمد فصل السلطات، فلا يمكن للرئيس ترامب تغيير القانون، ومن غير المرجح أن يُصوت الجمهوريون، الذين لديهم أغلبية في مجلس الشيوخ، لهذا التغيير، والديمقراطيون الذين لديهم أغلبية في مجلس النواب، لن يوافقوا على هذه الخطوة مطلقاً. في عام 2004، حاولت إدارة جورج دبليو بوش تغيير القانون، توخياً لهجوم إرهابي كان مرتقباً، ولكن سرعان ما رفضت الفكرة كوندوليزا رايس، وعليه إذا لم يكن هناك تصويت في الثالث من نوفمبر لسبب ما، فلا رئيس أو مرشح قادر على الفوز بأصوات أكثر من 270 ناخباً كبيراً، حيث يجب على الرئيس أو المرشح الحصول على الأغلبية المطلقة، أو الحد الأدنى من الأصوات للوصول إلى البيت الأبيض. ووفقاً للدستور، إذا لم يستوفَ أي من هذه الشروط من قبل أي من المرشحين، فلن يظل الرئيس ترامب في منصبه، لأن نهاية فترة الرئاسة واضحة ومحددة في الساعة 12 ظهراً يوم 20 يناير 2020، واستناداً إلى الآلية الدستورية لخلافة الرئيس ستنتقل السلطة إلى زعيمة الأغلبية في مجلس النواب نانسي بيلوسي (ديمقراطية) لتتولى الرئاسة. ومع ذلك، فهناك مخاوف من أن ترامب لن يقبل الهزيمة، كما أشار العديد من المراقبين، من خلال انتقاده المستمر لنظام التصويت البريدي والذي يعتبر شكاً متقدماً، ويعتقدون أن فوزاً واضحاً لـ(جو بايدن) سيقطع الطريق على هذا السيناريو، ولكن ماذا لو بقي ترامب في البيت الأبيض بفوز بلا مخالب القطط الروسية؟