السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

المرفأ و«صافر».. وجهان لخراب واحد

حملت الأيام الماضية معها نكبة جديدة للبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة وصراع سياسي متفاقم، انعكسا بصورة كارثية على معيشة المجتمع التوَّاق للحياة. لقد مثَّل الانفجار المدوي زلزالاً سياسياً هائلاً تجاوز كل التوقعات، تسبب ودفع إلى تجدد المظاهرات في الشارع اللبناني واستقالة الحكومة وعدد من أعضاء البرلمان، بينما تكمن المشكلة الحقيقة كما يقول كثير من اللبنانيين في اختطاف القرار الوطني اللبناني من قِبل فئة صغيرة داخل المجتمع، عملت على تحويل البلد الصغير المنهك إلى منصة كبيرة لخدمة المشروع الإيراني على حساب المصالح الوطنية. يتحمل حزب الله اللبناني القسم الأكبر من مسؤولية الأوضاع المتردية في لبنان، بما في ذلك المسؤولية عن انفجار مرفأ بيروت ذاته، بالنظر لسيطرة الحزب الأمنية على المرفأ ومرافقه، كما هي الحال مع معظم المرافق السيادية الحيوية في البلد متعدد الأديان والمذاهب والقوميات. ‏وعلى وقع الحزن الذي كسا جدران بيروت المحطمة، يتحدث اللبنانيون بغضب بالغ على مواقع التواصل الاجتماعي عن ظهور حسن نصرالله على التلفزيون بعد الحادث، حيث بدا مبتسماً وساخراً وهو ينفي علاقة حزبه بانفجار المرفأ الذي تسبب في مقتل حوالي 150 لبنانياً، لا يساوون في نظره، كما يبدو، قطرة دم واحدة من «قاسم سليماني» الذي ظهر نصرالله على الشاشة يبكيه كطفل فقد والده. أصداء كارثة بيروت وصلت لكل المناطق التي توجد فيها أذرع عسكرية تابعة لإيران، ومنها اليمن، حيث توجد نسخة مشابهة من حزب الله، تتمثل في الحوثيين الذين يحضّرون كما يقول مسؤولون دوليون، لكارثة قد تتجاوز آثارها انفجار بيروت، من خلال الإصرار على تجاهل المناشدات الدولية ومنع فريق أممي من الوصول لسفينة «صافر» الراسية قبالة ميناء الحديدة منذ أكثر من 6 سنوات، والتي تحوي ما يزيد على مليون برميل نفط خام، تقول التقارير إنها في حال تسريب، نظراً لتآكل السفينة، ستتسبب في تدمير البيئة الحيوية في البحر الأحمر وسيمتد تأثيرها لثلاثة عقود، وستُلحق الضرر بآلاف الصيادين اليمنيين. وعلى ذات منوال الصفاقة السياسية التي تعامل بها حزب الله مع انفجار مرفأ بيروت، تجاهل الحوثيون المخاطر المحتملة لانهيار السفينة، كما تجاهلوا الدمار الذي لحق بآلاف المنازل في صنعاء وتهامة جراء السيول وأطلقوا حملة لجمع التبرعات للبنان!