الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

السلام الإماراتي.. بارقة أمل

السلام الإماراتي.. بارقة أمل

مبنى بلدية مدينة تل أبيب يضيء بالعلم الإماراتي - أ ف ب

كعادة الإمارات العربية المتحدة، جاء إعلان السلام الثلاثي، كبارقة أمل في منطقة موبوءة باليأس، ومصابة بالإحباط، وقد كانت على شفا حفرة من النار.

من خارج الصندوق تبدع دوماً الإمارات، لكنها هذه المرة بنوع خاص يجيء إبداعها لينسحب على جيرانها الإقليميين، لا أن يبسط أجنحته عليها هي فقط.

يمكن القول إن الإمارات ترجمت وبأبلغ معنى ومبنى فكرة أنها رسالة أكثر منها دولة، ورسالتها أضحت في خدمة الدبلوماسية العالمية، والتي باتت تنتظر ثمار الاتفاق الثلاثي.

أحسن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين أشار إلى أن لحظة إعلان الاتفاق الثلاثي، هي لحظة تاريخية غير مسبوقة منذ 25 عاماً، وقد خيل للجميع أن حمامة السلام قد غادرت عالمنا الشرق أوسطي مرة إلى غير رجعة.

جاء إعلان السلام ليقطع الطريق على الخصام، فقد كان الانفجار الإسرائيلي الفلسطيني خاصة، وربما الإسرائيلي العربي عامة قادماً لا محالة من خلال نوايا حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم مساحات تبلغ 30% مما تبقى من الأرض الفلسطينية التاريخية والتي وصلت إلى 22% من حالها بعد قرار التقسيم.

فتح الإعلان الطريق لبارقة أمل، وإن شئت الدقة قل لخطوة جدية في طريق وقف انحدار كرة الثلج من أعلى الجبل وتجنب ارتطامها بالسفح، وتشظيها قبل أن تنفجر في عيون وآذان الجميع دفعة واحدة.

هل السلام هو الحل؟

يمكن للمرء أن يحاجج بتساؤل يمثل قراءة في المعكوس: وما البديل؟

على مدى عقود طوال ارتفعت أصوات عالية جوفاء بشعارات رنانة طنانة.. ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. وأثبتتت التجربة التاريخية زيف تلك الشعارات، فيما يجيء طرح الإمارات الأخير ليحمل آفاقاً أخرى للدبلوماسية يمكنها إن أرادت أن تفتح الباب واسعاً لمبادرات تستنقذ الشعب الفلسطيني وما تبقى من الأرض التاريخية.

الإمارات العربية المتحدة تعمل بعزم وتفكر بحزم، وهذه لحظة استثنائية في منطقة مشتعلة بالحرائق، وهناك من يحمل أحقاداً تاريخية للعرب من الفرس إلى العثمانيين وأحفادهم، أولئك الذين تشدقوا طويلاً من غير أن يضيفوا لبنة واحدة في طريق دعم الفلسطينيين.

من عقود طوال والإمارات تنتهج سياسة واضحة من غير لبس أو مواراة وبدون أدنى مداراة، إنها بجانب الشعب الفلسطيني، ساعية دوماً إلى إحقاق حقوقه التاريخية، داعمة له في مسيرته التي تشبه درب الآلام.

لم تنشئ الإمارات فيالق مسلحة تطلق عليها وصفات مثل فيلق القدس، تلك التي لم تعرف طريقها إلا إلى قلب الدول العربية لتعيث فيها فساداً.

فيالق الإمارات كلفتها ملايين الدولارات أرسلتها إلى الشعب المنكوب، حتى وإن قوبلت بشيء من إنكار الجميل من بعض المسؤولين، لكن هذا لم يفت في عضدها ولم يمنعها من إكمال مسيرتها في عون الأشقاء.

اللحظة الآنية في مسيرة الشرق الأوسط قادرة على خلق عالم جديد من المودات، وبناء طريق السلام بنوايا الرجال الشجعان القابضين على زمام الدعوة إلى النماء والبناء، الاستقرار والاستمرار، ووقف نزيف الحروب والاقتتال.

تفكير الإمارات الإبداعي يجعلنا نوقن بأننا غير محكومين بالموتى بل برغبة الأحياء في معاندة الإرادات سيئة النية، واستبدالها بنوايا الطيبين الذين يتطلعون لعمار المسكونة وخير ساكنيها.

الرحلة في بداياتها، والخير معقود بنواصي المبادرة الإماراتية، وغداً سوف تشرق شمس الأمل، بعد أن يتلاشى الضباب، وهذا هو سر الإبداع الإماراتي المعتاد أمس واليوم وغداً.