2020-08-16
مقاطعة «مالابورام» شمال ولاية كيرالا الهندية تمتاز بجمالها الطبيعي وثرائها التاريخي ومعابدها الهندوسية ومساجدها ومراكزها الإسلامية، وتشتهر بدخول الإسلام إليها منذ القرون الأولى لظهوره، ويشكّل المسلمون 70% من سكّان المقاطعة، يشتغل عدد لا بأس به منهم في دول الخليج، والشعب الكيرالي حوالي 35 مليون نسمة ينتشرون في كافة أنحاء العالم.
وعُرف هذا المجتمع بتسامحه وحبّه للعلم والثقافة والمرح والمغامرة التجاريّة، وتمسّكه بمبادئ التعايش السلميّ والوئام الطائفيّ والانفتاح واحترام الآخر، شعب تجمعه لغة وثقافة واحدة في ظل التعدّدية الطائفيّة والدينيّة، تشكّل نسبة الهندوس حوالي 55% والمسلمين 28% والمسيحيين 18% من سكان كيرالا، وأكثر ما يميّز هذا الشعب الترفّع عن الطائفيّة التي اكتسحت الهند في العقد الأخير.
في السنوات الأخيرة تم التشهير بمقاطعة «مالابورام» في بعض قنوات الإعلام الهنديّ على أنها بؤرة للتطرف الإسلاميّ واضطهاد المسلمين للهندوس وهي تهمة فنّدها كثيرون، إذ يؤكد الكاتب المرموق شاهجهان مادامبات: «إن الأمر المسلّم به أن الجماعات الإسلاميّة «فيمالابورام» تتسابق فيما بينها لإبداء التسامح والقبول للهندوس والنصارى، فيما لا تبدي نفس التسامح والقبول للجماعات والمذاهب الإسلامية، فهي تخوض فيما بينها حرباً مسلكيّة.
هذه الحقيقة أكّدها الثناء العَطِر الذي انهال على سكّان «مالابورام» على جهودهم البطولية في إنقاذ المصابين في حادث مؤسف لانزلاق وتحطم الطائرة الهندية AXB-1344 مساء 7 أغسطس بمطار كاليكوت، والتي كانت تُقلّ المسافرين من دبي، فيما راح ضحيتها الطيّاران و18 مسافراً وأُصيب حوالي 140 شخصاً بجروح، وتداول على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع أن سكّان «مالابورام» أسرعوا إلى موقع الحادث، وأظهروا فروسيّة في نقل المصابين إلى المستشفيات والعناية بهم، رغم هطول الأمطار الشديدة ليلاً، والوقوف في طوابير للتبرّع بالدم بالرغم من جائحة كورونا، وعلّق أحدهم أن أهل كيرالا أثبتوا بإنسانيتهم أنهم فعلاً خير الله على الأرض فأطلق الله الخير على أيديهم.
كيرالا كباقي ولايات الهند بدأت تشهد تصعيداً طائفيّاً في مجتمعها، ومع ذلك تبقى نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر، وتتصدّر قائمة الولايات التي حقّقت أعلى مستوى في التعليم والوعي المدني، ونزاهة العمل السياسي والاجتماعي، وإذا أردتَ أن تعرف السبب فيكفي التعرّف إلى كيرالاويٍّ لتدرك أصالة القيم الاجتماعية والثقافية التي تشكّل وعي أهل كيرالا الخيِّرين والمعطائين.
نرفع تحية إكبار إلى الطيّارَين البطلَين اللذين ضحّيا بحياتهما لإنقاذ حياة المسافرين، ولسكّان مالابورام الباسلين.. كما نرفع القبعة إجلالاً.
وعُرف هذا المجتمع بتسامحه وحبّه للعلم والثقافة والمرح والمغامرة التجاريّة، وتمسّكه بمبادئ التعايش السلميّ والوئام الطائفيّ والانفتاح واحترام الآخر، شعب تجمعه لغة وثقافة واحدة في ظل التعدّدية الطائفيّة والدينيّة، تشكّل نسبة الهندوس حوالي 55% والمسلمين 28% والمسيحيين 18% من سكان كيرالا، وأكثر ما يميّز هذا الشعب الترفّع عن الطائفيّة التي اكتسحت الهند في العقد الأخير.
في السنوات الأخيرة تم التشهير بمقاطعة «مالابورام» في بعض قنوات الإعلام الهنديّ على أنها بؤرة للتطرف الإسلاميّ واضطهاد المسلمين للهندوس وهي تهمة فنّدها كثيرون، إذ يؤكد الكاتب المرموق شاهجهان مادامبات: «إن الأمر المسلّم به أن الجماعات الإسلاميّة «فيمالابورام» تتسابق فيما بينها لإبداء التسامح والقبول للهندوس والنصارى، فيما لا تبدي نفس التسامح والقبول للجماعات والمذاهب الإسلامية، فهي تخوض فيما بينها حرباً مسلكيّة.
هذه الحقيقة أكّدها الثناء العَطِر الذي انهال على سكّان «مالابورام» على جهودهم البطولية في إنقاذ المصابين في حادث مؤسف لانزلاق وتحطم الطائرة الهندية AXB-1344 مساء 7 أغسطس بمطار كاليكوت، والتي كانت تُقلّ المسافرين من دبي، فيما راح ضحيتها الطيّاران و18 مسافراً وأُصيب حوالي 140 شخصاً بجروح، وتداول على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع أن سكّان «مالابورام» أسرعوا إلى موقع الحادث، وأظهروا فروسيّة في نقل المصابين إلى المستشفيات والعناية بهم، رغم هطول الأمطار الشديدة ليلاً، والوقوف في طوابير للتبرّع بالدم بالرغم من جائحة كورونا، وعلّق أحدهم أن أهل كيرالا أثبتوا بإنسانيتهم أنهم فعلاً خير الله على الأرض فأطلق الله الخير على أيديهم.
كيرالا كباقي ولايات الهند بدأت تشهد تصعيداً طائفيّاً في مجتمعها، ومع ذلك تبقى نموذجاً للتسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر، وتتصدّر قائمة الولايات التي حقّقت أعلى مستوى في التعليم والوعي المدني، ونزاهة العمل السياسي والاجتماعي، وإذا أردتَ أن تعرف السبب فيكفي التعرّف إلى كيرالاويٍّ لتدرك أصالة القيم الاجتماعية والثقافية التي تشكّل وعي أهل كيرالا الخيِّرين والمعطائين.
نرفع تحية إكبار إلى الطيّارَين البطلَين اللذين ضحّيا بحياتهما لإنقاذ حياة المسافرين، ولسكّان مالابورام الباسلين.. كما نرفع القبعة إجلالاً.