الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

إيران.. ما بعد الانتصار الوهمي

عبرت إيران عن فرح كبير له مغزى سياسي مهم تحتاجه في الصراع لفك طوق العزلة، الذي تسعى العقوبات الأمريكية لإحداثه حولها، وذلك عندما حصلت على فوز بالنقاط ضد الولايات المتحدة برفض مجلس الأمن تمديد حظر تصدير السلاح إلى إيران، واستخدمت طهران نفس المصطلح المؤرق لها وهو العزلة في وصف الحال الأمريكية بعد القرار الدولي الجديد‫.‬‬‬‬

القراءة الأولى لا توحي بأنه انتصار بفعل الدبلوماسية الإيرانية النشطة والحجج القانونية كما عبر متحدث في طهران، وإنَما بسبب الامتعاض الأوروبي من القرار الأمريكي، الذي بدا منفرداً ومفروضاً على الإرادة الدولية في الانسحاب من الاتفاق النووي، إذ كانت ترى أوروبا أنه أفضل حل متاح، وأن البديل يقود إلى فوضى وتهديد مصالح أوروبية عبر إمدادات الطاقة والملاحة البحرية ووضع الحلفاء في الخليج‫.‬‬‬

كما استفادت إيران من الصراع الصيني ـ الأمريكي الذي يبلغ درجات مرتفعة للغاية في ملفات عدة منها ما يتصل بالتجارة والضرائب والأسواق وأزمة هونغ كونغ وفيروس كورونا المستجد.


في واقع التسليح التقليدي الإيراني فإن طهران تتطلع إلى امتلاك منظومات دفاع جوي قوية من روسيا، وصواريخ مضادة للأهداف العالية من الصين وكذلك المقاتلات الحربية‫، لكن ذلك لن يكون له تأثير في موازين أي مواجهة أمريكية ـ إيرانية، وأن التعويل الإيراني يُبقي على سلاح الصواريخ الذي يمكن أن يهدد عمق أوروبا ومناطق النفوذ الأمريكي، وبات من الصعب السيطرة على آليات تطوير الصواريخ أو كميات إنتاجها، لا سيما أنها تحتمي بشبكة واسعة من الانتشار الجغرافي. ‬


الفشل الأمريكي في استحصال قرار تمديد الحظر سيدفع واشنطن إلى مزيد من الإجراءات الأحادية الرادعة.

وبرغم تداعيات خريطة الشد والتوتر بين أمريكا وإيران، فإنَ الفاعل الأساس في المشهد هو توافق الطرفين المباشر وغير المباشر على إبقاء مسافات الأمان واضحة ومحل احترام متبادل فيما يخص المصالح الكبيرة، لا سيما ممرات تصدير الطاقة ووضع الحلفاء على ضفة الخليج، غير أن هذه الحسابات لا تلغي المفاجآت، والقرارات الكبرى المرتبطة بأوضاع استراتيجية لواشنطن من الممكن أن تعامل إيران معاملة العراق قبيل تغيير النظام‫.‬‬‬