الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قادة الإمارات.. وصناعة السلام

يقول الدبلوماسي الراحل، الدكتور عدنان الباجه جي، والذي مثَّل العراق في الأمم المتحدة لأكثر من نصف قرن، قبل أن يعمل مع الشيخ زايد، رحمه الله، في بناء دولة الإمارات، يقول في مذكراته: «إن العرب خسروا أكثر من فرصة لاسترجاع فلسطين والحفاظ عليها».

ويستطرد الباجه جي في مذكراته قائلاً: «كانت فرصة عام 1948 ممتازة للحفاظ على الجزء الأكبر من الأراضي الفلسطينية، لكن العرب استكبروا ورفضوا تماماً أي مفاوضات مع إسرائيل وقت ذاك»، ثم توالت الحروب والشعارات والهتافات من بعض القادة العرب التي ضيَّعت فلسطين، حيث ما كان بالإمكان استرجاعها عن طريق الحوار.

وعلى مدى 72 عاماً، منذ 1948 وحتى اليوم، شهدنا حروباً واقتتالاً، ومزايدات من بعض الأنظمة العربية وغير العربية التي تاجرت بالقضية الفلسطينية، وبعد أكثر من سبعة عقود نتأكد أن كل هذه الادِّعاءات كانت، ولا تزال، محاولات للضحك على الشعوب العربية.


اليوم يريد البعض، من السياسيين العرب والإيرانيين والأتراك، أن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها بسبب الاتفاق بين دولة الإمارات وإسرائيل بإقامة علاقات ثنائية، وهذا الاتفاق يتعلق بسياسة الدولتَين.


إن حكام الإمارات يتمتعون بالحكمة والرؤية الصحيحة للمستقبل، وهم أكثر حرصاً على مصالح شعبهم من سواهم، فهم لم يُردِّدوا يوماً أي شعارات ثورية، بل يؤمنون بالمستقبل الذي يُجنِّب دولتهم الفتنة والمنطقة أزمات إضافية، وهذا ما برهنته إنجازاتهم الكبيرة في كل مجالات الحياة، ما وضع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة، في وقت خرَّبت سياسات القادة، الذين اتَّخذوا من فلسطين قميص عثمان، دولهم وأفقرت شعوبهم.

فلماذا هذا التباكي واتهام الإمارات باعتبارها هي من ضحَّت بالقضية وتحميلها مسؤولية ضياع فلسطين، التي ضحَّى بها العرب قبل قيام دولة الإمارات بـ30 سنة؟

قادة الإمارات يبرهنون بخطوتهم الحكيمة والشُّجاعة هذه بأنهم صناع السلام، ويدخلون التاريخ من بوابة إشاعة المحبة بين شعوب العالم الحضاري المستقر، وكلنا ندرك أن صناعة السلام أصعب كثيراً من صناعة الحروب، واحتراف القتل والخراب وتضليل الشعوب بالشعارات الزائفة.

أما من يرفع الشعارات (الثورية) التي لم تُحقِّق أي تقدم ولن تحقِّق، وينادي بتحرير فلسطين، فنقول له: ها هي الساحة أمامك.. اذهب لتحريرها بدلاً من العنتريات التي لا تقتل حتى الذباب.