الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

عقول مسروقة.. في أرض محروقة

إذا لم تستحي فافعل ما شئت، أقول ذلك لمن راح يُثرثر ويهتف ضد خطوة الإمارات الشجاعة نحو تحريك مياه السلام الراكدة والتي تعفَّنت!

أقول ذلك لمن يفعل في السر والخفاء ما يخجل من إعلانه، ثم يلوم من يتصرف في العلن جهاراً نهاراً وعلى الملأ وهو يعي تماماً نبل الهدف والغاية.

المنافقون هم آفة هذه الأمة وورمها السرطاني الذي يبدو أنه مرض الموت، كل هؤلاء الذين يزعمون أنهم يناصبون إسرائيل العداء ويناضلون من أجل قضية فلسطين واستعادة القدس، هم أنفسهم الذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، وهم الذين اشتروا بالقدس وفلسطين أموالاً طائلة وقصوراً منيفة.


هم الذين بينهم وبين إسرائيل زواج كاثوليكي ليس فيه انفصال قط، هم الذين يقتلون العرب بسلاح إسرائيل، هم الذين لا يجرؤون على قطع علاقاتهم بإسرائيل، هم الذين تحالفوا عسكرياً مع إسرائيل ونسَّقوا معها المجازر التي تُقام ضد العرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والمؤسف أن العرب أغبياء بما يكفي ليصدقوا هراء الإخوان وتركيا وإيران وحزب نصرالله.


لا يمكن لعاقل أن يصدِّق أن حزب الله أو حماس أو الإخوان أو الحوثي يمكن أن يبقوا بلا مباركة وموافقة من إسرائيل، فهؤلاء قدَّموا أو يقدِّمون خدمات جليلة لإسرائيل، ثم يرتقون المنابر ليخطبوا ضد الصهاينة، والمأساة أن القطيع العربي يُصدِّق هؤلاء ويهتف معهم: الموت لإسرائيل والموت لأمريكا.

ليس عند هؤلاء شجاعة الإمارات ومن قبلها مصر والأردن، ومنذ عشرات السنين ينبحون ضد إسرائيل ولا يعضون، ولا أرضاً يقطعون.

الخيانة أن يفعل المرء في السر ما يخجل منه في العلن، الخيانة هي ارتداء قميص عثمان وقميص فلسطين، وتحت القميص خناجر لقتل أبناء الوطن والأمة، الخيانة أن تصبح فلسطين دولتَي حماس وفتح، وأن يكون العداء بينهما أضعاف أضعاف عدائهما لإسرائيل.

الخيانة أن تضيع فلسطين بأيدي من يرفعون المصاحف على أسنة الرماح، وهو ما قال عنه الإمام علي، كرم الله وجهه: «إنه كلام حق يُراد به باطل»، وما دمَّر هذه الأمة سوى التصفيق والهتاف لكلام الحق الذي يُراد به باطل.

هذا الكلام الذي يُراد به باطل هو الذي جعل الكلمة العليا في الأمة للميليشيات والمرتزقة والإرهابيين، وهم الذين تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم، وهم العدو الذي يجب أن تحذره، لكن القطيع المُغيَّب لا يحذر ولا يعي ولا يتعلم.. فالعقول مسروقة في أرض محروقة!