الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نهاية الطريق إلى القدس

الواقع الذي نعيشه كعرب مرير، لأننا لسنا على قلب رجل واحد، فهذا يريد إقامة خلافة على النمط التركي، وذاك يريد تدويل الحرمين، وآخرون يطالبون بعودة الانتداب الفرنسي للبنان، وآخر يريد أن يصادر ماء مصر لكي تموت عطشاً، والسودان مُزق لشمال وجنوب، والعراق وسوريا واليمن على الدرب ذاته، وآخر يريد أن يلتهم ليبيا لأنها من الإرث العثماني، وتعددت العواصم العربية التي أُحرقت على أيدي الميليشيات التي مزقتنا باسم القدس.

حسن نصر الله يقول: «إن طريق القدس يمر بدرعا وحمص وحلب والسويداء والحسكة»، فماذا بقي؟.. ليست المرة الأولى التي يرسم فيها المتاجرون بالقضية طريقاً للقدس، فقد وضع أصحاب المصالح مسارات مختلفة للقدس على مدى عقود.

فعند قيام الثورة الإيرانية، رفع الخميني شعاره (الطريق إلى القدس يمر عبر كربلاء)، لتندلع بعدها حرب السنوات الثماني مع العراق، وفي عام 1990، قال صدام حسين إن طريق القدس يمر عبر الكويت فزاد بعدها التمزق العربي.


وفي عام 2001 قال أسامة بن لادن إن أحداث 11 سبتمبر تقربنا من تحرير القدس، أما في عام 2012، فقد رأى أمير تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والدواعش أن الطريق إلى القدس يمر عبر مصر والشام.


وفي عام 2014 وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، قال مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي إن الطريق إلى القدس يمر عبر اليمن.. وعام 2015، بعد عاصفة الحزم، أعلن القيادي في الحرس الثوري علي رضا بناهيان أن طريق القدس يمر من مكة.. وأخيراً، يذكر الإخونجية مع خليفتهم المزعوم أردوغان أن طريق القدس يمر عبر مسجد آيا صوفيا في تركيا.

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ذهب مباشرة للإسرائيليين بدون (واسطات)، كما فعل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ولو تبعه في ذلك الوقت العرب لاسترجعوا أغلب حقوقهم، ولكن فضلوا طرقاً أخرى ظلوا يسيرون فيها أكثر من 70 عاماً بدون فائدة.. في النهاية سيعرف الناس ماذا فعل محمد بن زايد للقضية الفلسطينية.. البعض يقول إن الإمارات قامت بالتطبيع، والسؤال: ماذا أفادنا عدم التطبيع؟.. 70 عاماً من الدعم للقضية الفلسطينية بالدم والمال والسلاح والنتيجة لا شيء، لأن الطريق المباشر للقدس لا يحقق مصالح وأحلام تجار القضية.