الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

غاز المتوسط.. والحرب المقبلة

أصبح الصراع على غاز شرق المتوسط، الآن، بؤرة الأحداث في العالم، واندفعت الجيوش تدور في مياه البحر المتوسط وعلى شواطئه، ولم يكن أحد يتصور، منذ سنوات مضت، أن تتطور الأحداث بهذه الصورة، وأن تصل إلى مواجهات عسكرية.

إن غاز شرق المتوسط، ربما يكون السبب في حرب بين أكثر من دولة، هناك دول وصلت إلى نتائج كبيرة في كشف آبار الغاز، وهناك تقديرات كبيرة حول حجم الاحتياطي، خاصة أن هناك دولاً حقَّقت إنجازات ضخمة، والتقديرات العالمية حول حجم الغاز في شرق المتوسط، تؤكد أننا أمام 120 تريليون قدم من الغاز، منها 30 تريليون قدم في حقل «ظهر» المصري، و10 تريليون قدم في حقل تمار الإسرائيلي، و8 تريليون في حقل أفروديت القبرصي، و16 تريليون قدم في حقل ليفياثان الإسرائيلي.

إن الصراع الآن وصل إلي درجة المواجهات العسكرية بين اليونان وتركيا ومصر وقبرص وإسرائيل ولبنان وسوريا وفلسطين، وهناك اتفاقيات لرسم الحدود كان آخرها بين اليونان ومصر.


إن تركيا الآن تبحث عن نصيبها في ذلك كله، وتعد نفسها صاحبة حق في مياه شرق المتوسط، رغم أن ذلك ضد كل القوانين الدولية، ولهذا لجأت إلي لعبة مكشوفة، هي حدودها مع ليبيا من خلال اتفاق مشبوه مع حكومة الوفاق والصراع الأكبر الآن بين اليونان وتركيا، خاصة أن النزاع بينهما حول قبرص ما يزال محلاً للخلاف.


ويعد أخطر ما في قضية غاز شرق المتوسط، حالياً، أنه قد يُشعل المواجهات داخل البيت الأوروبي، لأن الاتحاد الأوروبي يرفض الأطماع التركية في غاز شرق المتوسط، وهنا يمكن أن يمتد الصراع إلي مواجهة عسكرية بين تركيا واليونان، وربما أصبحت فرنسا شريكاً فيها، خاصة أن ألمانيا ترفض الأطماع التركية، وكل هؤلاء أعضاء فى حلف الناتو بما فى ذلك تركيا.

ولا ننسى أن إسرائيل ليست بعيدة عن هذه المواجهات، لأن هناك خلافات حول الحدود وآبار الغاز التي اكتشفتها مع لبنان وسوريا وفلسطين، ويبدو أن موقف مصر في هذا الصراع أكثر الأطراف وضوحاً، لأنها رسمت حدودها مع أكثر من دوله بينها قبرص فى 2013 واليونان في الأسابيع الماضية.

إن أطماع تركيا هي الأزمة الحقيقية، الآن، واحتلالها للأراضي الليبية كان مغامرة مجنونة تصوَّرت من خلالها أنها أصبحت شريكاً في غاز شرق المتوسط، ولهذا اقتسمت مع ليبيا شواطئها، واستولت على البترول الليبي، وبدأت في التنقيب عن الغاز في مياه المتوسط.

ولا شك أن ما يحدث الآن من مواجهات قد يتجاوز حدود المناوشات العسكرية، ولكن لن يكون غريباً أن تتحول إلي مواجهات عسكرية لأن الجيوش والسفن وحاملات الطائرات، التي تطوف بالبحر المتوسط، يمكن أن تواجه بعضها، وهنا ستكون نتائج خطِرة أول ضحاياها الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو والأطماع التركية.