الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

جو بايدن.. والإطاحة بـ«أردوغان»

في تصريح مميز قال جو بايدن، المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية: «إنه في حال فاز بالبيت الأبيض سيعمل كل ما في وسعه للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان»، وأكَّد أن ذلك لن يكون عبر تشجيع انقلاب عسكري، ولكن محاولة عبر إقناع الأتراك وأحزابهم السياسية بالتصويت ضد أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبالرغم من أهمية هذا التصريح وأبعاده الاستراتيجية، إلا أنه لم يلقَ رواجاً كبيراً في الأوساط الإعلامية، حيث تمّ اعتباره خبراً عاديّاً ضمن حملة انتخابية يصبو فيها بايدن للتميز عن ترامب في إدارة السياسة الخارجية، لكن عمق هذا التصريح يكشف كيف ينظر جزء لا يُستهان به من الإدارة الأمريكية إلى شخص وسياسة أردوغان في المنطقة.

ويكشف هجوم بايدن العنيف ضد أردوغان خلفيات المقاربة الرمادية التي اتَّبعتها حتى الساعة إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه التحركات التركية في شرق المتوسط وليبيا، فهي من وجهة نظر سيد البيت الأبيض الحالي تضرب عصفورَين بحجر تركي واحد.


الأول أنها تُعقِّد اللعبة الروسية في المنطقة، وتُشوِّش على بسط نفوذ موسكو في العمق المتوسطي والشرق أوسطي، والثاني أنها توجِد نوعاً من الصداع لدول الاتحاد الأوروبي، التي سترغم في استحالة مواجهة تركيا عسكرياً للاستنجاد بواشنطن وتقديم تنازلات سياسية واقتصادية من أجل حمايتها من المجموعات الإرهابية، التي تستعملها تركيا أداة نفوذ وحرب، ومن موجات النازحين التي قد تتدفق على أوروبا في إطار سياسة ابتزاز تركية محكمة.


فرنسا التي يقودها إيمانويل ماكرون ومن ورائها دول الاتحاد الأوربي، باستثناء، مرحلي، ألمانيا التي تحلم بلعب دور الوساطة بين أردوغان والمجموعة الدولية، تتناغم تماماً مع موقف المرشح الديمقراطي جو بايدن، وأعتقد أن القيادة التركية الحالية تقود سياسة إجرامية في المنطقة وتريد الاستيلاء على خيرات جيرانها في المنطقة بالقوة.

وعندما زار وزيرا الدفاع التركي والقطري طرابلس، الثلاثاء الماضي، كرَّسا صورة نمطية للرئيس طيب أردوغان وسياسته في المنطقة.. صورة رجل يحوم بهستيرية مطلقة حول برميل متفجرات، وهو يمسك بيده عود ثقاب مشتعل.. ربما هذه الصورة هي التي دفعت بـ«جو بايدن» للتفكير في إقالته ولو بطريقة ديمقراطية.