الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تضخُّم المليارديرات في العالم

بينما شريحة كبيرة من العاملين حول العالم خسروا وظائفهم جراء الجائحة، ومئات الملايين منهم معرضون لخطر الفقر والمجاعة، ومصير هذه الفئة الهشّة من البشر مجهول بعد زوال كورونا، فالغريب والمثير في الأمر ارتفاع عدد المليارديرات في العالم بشكل ملحوظ مع فرض الحظر التام في كافة أنحائه!

هناك إحصاءات مذهلة بخصوص عدد المليارديرات، حيث يمتلك 26 من أغنى المليارديرات ثروة تعادل ثروة 3.8 مليار من أفقر الناس في العالم، حسبما أفادت مجلة تايمز في عددها الصادر في يناير، وأفادت مجلة بيزنس إنسايدر (يونيو 2020) أن المليارديرات أضافوا 565 مليار دولار إلى رصيدهم من الثروة أثناء فترة الوباء بمعدل 42 مليار دولار كل أسبوع.

وبنهاية عام 2019، ارتفع عدد المليارديرات بنسبة 8.5% ليصل إلى 2825 مليارديراً، وبلغ صافي ثروتهم عالميّاً 9.4 تريليون دولار.


ويعدُّ «جيف بيزوس» مالك شركة أمازون أغنى رجل في العالم بثروة تبلغ 113 مليار دولار، ويليه «بيل غيتس» بثروة 98 مليار دولار.


وتحتضن الولايات المتحدة أكبر عدد من المليارديرات وهو 630 مليارديراً، وأفادت قناة سي أن بي سي (1 مايو 2020) أن 400 من أغنى الأمريكيين يمتلكون ثروة تعادل ثروة 64% من أفقر المواطنين في أمريكا، بحسب تصنيفات مجلة فوربس التي ترصد الثروة وقائمة أثرياء العالم.

هذه الإحصاءات تفضح حقيقة التفاوت الاقتصادي الهائل بين المعوزين والميسورين في أغنى دول العالم «الولايات المتحدة»، التي تعد رمزاً للتقدم الاقتصادي ورفاه العيش وبحبوحته.

ماذا تعنيه ظاهرة تضخم المليارديرات في العالم؟ هل هناك فعلاً إضافة هائلة للثروة العالمية التي يظفر بها أصلحهم وأقواهم في مسابقة الربح بالثروة؟ وبحسب خبراء الاقتصاد فهذه الظاهرة تدل بوضوح على التوجّه نحو تكدس الثروة بأيدي مجموعة قليلة من الأفراد، الذين يمتلكون شركات عملاقة تتوسع وتتضخم لتلتهم صغار الشركات والمنشآت التجارية لا سيّما تلك التي أفلست بسبب الحظر، وبالتالي يزداد الأثرياء ثراء والفقراء فقراً، وتتعمق الهوة الاقتصادية بين الفئتين.

هذه الفئة الصغرى من البشر تملك من القوة والنفوذ ما لا تملكه الحكومات، وبالتالي يمكنها التأثير على قرارات الحكومات لصالحها، إذن فالسيناريو الاقتصادي الذي يبرز أمامنا في القريب العاجل بعد زوال كورونا، ينذر بالخطر الوشيك لشريحة كبرى من البشر في العالم التي عانت كثيراً تحت وطأة كورونا، وقد تعاني أكثر فأكثر من بعده.