الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

«التاريخ المَنْسي» من معتقلات الليبيين

في كتابه «الإبادة الجماعية في ليبيا: تاريخ الاحتلال المَنْسي» يكشف الباحث الليبي«د. علي عبداللطيف أحميدة» أبعاد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الليبي على يد المستعمر الإيطالي في الفترة من (1929-1934)، موضحاً أن هناك تجاهلاً كبيراً لهذه المرحلة الوحشية والمهمة من تاريخ البلاد لأكثر من 80 عاماً، وهذا الصمت الجماعي على وحشية المستعمر يصفه الباحث علي عبداللطيف بفقدان للذاكرة ونقص في الوعي.

وفي إيطاليا أثناء بحثه في الأرشيفات عن تلك الفترة الاستعمارية واجهه كثير من الصعاب منها: المنع من البحث.. هنا نصحه صديقه المؤرخ الإيطالي أنجلو دي يوكا بعدم تضييع وقته في إيطاليا، لأن مسؤولي الحكومة الإيطالية تلاعبوا بهذا الأرشيف بل أتلفوا الجزء الحرج والدموي منه.

وهنا نطرح السؤال الآتي هل مثل هذه الأرشيفات يتم إنشاؤها وتفصل وفق وجهة نظر الجاني الذي يحق له أن يحرق ويضيف ويستبعد من الأدلة والمواد التي لا تروق له؟ يجيب الباحث علي عبداللطيف بـ(نعم)، من واقع تجربته التي استمرت حوالي 20 عاماً من التحقق في موضوع الكتاب.


في كتابه يذكر الباحث إن نحو 110 آلاف ليبي، أي مجموع سكان ريف شرق ليبيا، قد اعتقلوا في معسكرات الاعتقال بحلول عام 1934، ولم يبق منهم غير 40 ألفاً فقط على قيد الحياة وسط عمليات الإعدام التي جرت على نطاق واسع في ذلك الوقت.


وبحسب الكتاب أسفرت هذه الإبادة الجماعية في ليبيا عن فقدان 83 ألف مواطن ليبي مع انخفاض عدد السكان من 225 ألف نسمة إلى 142 ألف مواطن، وأجبر حوالي 110 آلاف مدني على السير من منازلهم إلى الصحراء القاسية، حيث جرى اعتقالهم في المعسكرات.

ويرى الباحث أن من حق الدارس والمهتم أن يسأل: لماذا دراسة المعتقلات الآن، وما هو التاريخ المخفي أو المنسي؟ كثير من الليبيين لا يعرفون سوى فيلم عمر المختار والعرب لا يعرفون ليبيا، ناهيك عن الصورة السطحية عن أن ليبيا في الغرب تتمثل في القبلية والتقاليد والإسلام والقذافي والإرهاب.

لقد قام الباحث باستبيان لآراء الشباب الليبي في 7 جامعات في مدن الشرق والوسط والغرب والجنوب واكتشفت أن هذا الشباب لا يعرف الكثير عن هذه الجريمة. وعندما زار مواقع المعتقلات في العقيلة والبريقة والمقرون وسلوق والتريه ذهل من الإهمال واختفاء الملامح الأساسية للمعتقلات.