السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

لماذا تخلّف المسلمون؟

لماذا تخلّف المسلمون؟.. قد تكون الإجابات عن هذا السؤال مختلفة نوعاً ما، إلا أن غالبها يصب في اتجاه مصب واحد وهو ابتعاد المسلمين عن دينهم.

ربما تبدو الإجابة مقبولة لدى الكثيرين، ويكاد يكون هناك شبه إجماع على صحة هذا الاستنتاج، ولا يزال هناك إيمان بأن نهضة المسلمين مرتبطة بعودتهم إلى المساجد، واقع الحال يقول إن هناك بعض المجتمعات المسلمة التي يُواظب أهلها على الصلاة في المساجد إلا أنها في الوقت ذاته من أكثر المجتمعات المسلمة بؤساً وتخلفاً! هذه الحقيقة تنسف فرضية أن الدول المسلمة ستتحسن أوضاعها عندما تعود إلى دينها.

إذا سلّمنا فرضاً بصحة هذا الافتراض، فما السبب في زوال الخلافة الراشدة التي أقامها خيرة المسلمين وأكثرهم قرباً وفهماً لرسالة الإسلام؟.. هل نستطيع أن نقول: إن سبب انهيار الخلافة الراشدة هو ابتعادهم عن الإسلام وتقصيرهم في القيام بواجباته؟ لا أعتقد أن هناك من يجرؤ على تأييد هذا الادعاء الواهي.


والسؤال المنطقي هو: لماذا تقدّم الغرب، ولماذا مجتمعاتهم أكثر استقراراً منّا؟ الإجابة هي أنهم تمكنوا، بعد مخاضات منها اليسير ومنها العسير، من التوصل إلى صيغة سياسية تتناسب مع وعي مجتمعاتهم وثقافتهم، ما ضمن لهم استقرارهم السياسي ومن ثمّ رفاهية المجتمع.


خلاصة القول: نهوض الدول المسلمة مرتبط بشكل كبير بتحقيق توافق داخلي بين غالبية أفراد المجتمع على النموذج السياسي الأمثل، الذي يتناسب مع وعي أفراده، والذي يضمن لهم الاستقرار السياسي الخالي من الفساد ومن ثمّ التفرّغ لمشاريع النهضة والتنمية، يبقى التحوّل الأفضل والأسلم هو الذي ينبع من وعي أصحاب القرار السياسي.