الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حقيقة.. خاطفة الدمام

لو سألتني: من الشخصية التي أود تدوين مذكراتها؟

لقلت لك من دون تردد: «حياة خاطفة الدمام»، ولكن للأسف في مجتمعاتنا العربية نحن لا نعير اهتماماً كبيراً للسير الذاتية، لكونها تنطلق من فكرة المركزية تلك التي لا يفضلها العرب، بل يعتبرونها أحد مواطن الضعف، وهذا ما يعكس محدودية المجال الشخصي، فالضغوط الاجتماعية لا تسمح لك بأن تكون صريحاً أكثر، لتكتب أكثر عن نفسك.

قصة «خاطفة الدمام» شغلت الرأي العام في السعودية لفترة طويلة، والقصة باختصار عن سيدة امتهنت خطف الأطفال، فخطفت ثلاثة أطفال لم تكن تتجاوز أعمارهم بضعة أيام، بالرغم من أنها سبق لها أن أنجبت طفلين، ما يعني أنها الآن جدة لعدد من الأحفاد.


لم يفكر أحد في زيارة الخاطفة مريم ليكتب مذاكرتها، ولماذا وصلت بها الحال لهذا، حتى إنها لفرط حبها لأحد المخطوفين، وهو نايف، كان الحي الذي سكنت به لفترة حيث تعالج السيدات اللواتي لا يستطعن الإنجاب بعمل «تمريخ» لهن، وهو نوع خاص من المِساج، وكانت النسوة اللواتي يزرنها يعرفنها باسم أم نايف، رغم أن ابنها البكر كان اسمه محمد.


وبما أنني أعيش في المنطقة ذاتها التي تعيش بها، فبالتأكيد لدّي ما أقوله، لقد اقترفت مريم خطأ فادحاً حينما كانت في عمر 16 عاماً، حيث هربت مع شاب، وعقب ذلك تم القبض عليها وسجنها في دار الرعاية في الأحساء، وبعد أن خرجت من السجن لم تجد يداً حانية من أسرتها، فتاهت وضاعت وأصبحت خاطفة والآن تنتظر دورها في القصاص.

رحم الله والدّيْ مريم، لقد كان مشهوداً لهما بالطيبة والأخلاق، لكنهما لم يستطيعا احتواء مريم، ولم يغفرا لها ذنبها، لتختار بنفسها حياة الضياع والرذيلة.