الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الخط الملتهب بين العراق وتركيا

منذ 16 من يونيو الماضي، تشن القوات التركية الخاصة، المدعومة بالطائرات هجمات منظمة شمالي العراق، حيث تقع مخابئ مسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور.

وتلك مناطق وعرة تشكل ممرات للحركة أكثر منها مقاراً للتنظيم، وبالرغم من الاعتراضات العراقية لكون الجيش التركي أقام نقاطاً ثابتة على طول سلسلة جبلية عراقية تتيح له المراقبة لمدة طويلة، فإن تركيا من الصعب أن تتخلى عن ساحة عمليات خارجية هي حافات شمال العراق، التي تضمن له عدم انتقال النار إلى داخل أراضيه بحسب نظرية الضربات الاستباقية.

إقليم كردستان العراق وعاصمته أربيل في موقف صعب في التعاطي مع ملف حزب العمال، الذي يمتلك مقاتلين شرسين، ولا يمكن الدخول في مواجهات عسكرية مباشرة معهم عبر قوات البشمركة الكردية، لأن ذلك سيحوّل المدن الكردية الرئيسية الأربع: أربيل ودهوك والسليمانية وزاخو، إلى ساحات للقتال ويقوض الحياة المدنية التي يعدها الإقليم الكردي أحد مكتسباته.


وسبب سخط حكومة أربيل على ذلك الحزب هو: سيطرته على منطقة سنجار، ومنعه أي نفوذ للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يعد المنطقة تحت سيطرته، منذ أن احتلها تنظيم داعش وارتكب مجزرته المعروفة ضد اليزيديين هناك.


ما رشح عن زيارة نيجرفان بارزاني رئيس إقليم كردستان إلى أنقرة قبل أيام ومقابلته الرئيس التركي، هو البحث معاً عن سبل تجنيب المنطقة الكردية ـ العراقية الصراع، الذي من المحتمل أن يتصاعد على نحو يخرج فيه عن السيطرة مع استمرار القصف التركي، كما أن إقليم كردستان الذي يدرك أن رئته الأساسية التي يتنفس منها اقتصادياً هي تركيا، يريد جذب المزيد من الاستثمارات التركية إليه، لكي ترتفع قيمة المنطقة بنظر الأتراك، ولا يقدمون على توسيع العمليات العسكرية بما يدمرها.

إن أربيل التي تعيش مرحلة التجاذب مع بغداد من أجل استمرار تدفق الموازنة والرواتب، تقف دائماً قريباً من خيار انهيار العلاقة مع الحكومة العراقية، ولا سيّما أن ملف تصدير النفط عبر ميناء جيهان التركي، وملف ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها غير محسومين ويخضعان لمناورات متبادلة.

وثمَّ ملف ثالث هو: أن أغلبية حدود الإقليم الكردي مع إيران بيد حرس الحزب المنافس وهو الاتحاد الوطني، ومقره السليمانية، وكلها عوامل تجعل أربيل حريصة على إدامة صلتها بتركيا في جميع الظروف.