الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أيكون اللقاح الصيني.. أمل البشرية؟

لا تزال أزمة كورونا تتصدر المشهد العالمي، حيث لا يزال هناك الكثير من العمل لتخليص البشرية من هذا الوباء الذي أودى بحياة مئات الآلاف، وأصاب الملايين، وعطل حياة معظم سكان العالم، وأربك الحكومات والمنظمات العالمية، واليوم لا خبر أهم من خبر الوصول للقاح فعال يحمي البشر من هذا الخطر، ويعيد الحياة لطبيعتها دون خوف أو إرباك.

منذ اليوم الأول الذي تم فيه الإعلان عن أول مصاب بفيروس كورونا المستجد في الصين والحكومة الصينية تضع مصلحة الشعوب وسلامتها على رأس الأولويات وتدعم كل مبادرة أو اكتشاف علمي لتخليص البشرية من الوباء، ولهذا نجد أن من بين 6 لقاحات عالمية مسجلة تحت مظلة منظمة الصحة العالمية، 3 منها صينية، وقد نجحت هذه اللقاحات في مراحل التجربة الثلاثة، وأثبتت فعالياتها وسلامة استخدامها لتعطيل فيروس كورونا، لكن هناك أسئلة مطروحة، منها: كيف سيتم توزيع هذا اللقاح؟ وهل سيصل للجميع أم ستحتكره جهة وتمنحه لنفسها ولمواطنيها؟ أم سيوضع اللقاح تحت تصرف العالم ليصل للجميع؟

وهذا التخوف العالمي المضمر في الأسئلة السابقة، ليس وليدة الصدفة أو التشاؤم، إنما هو بسبب تصريحات بعض الحكومات وإشاراتها الواضحة لاستغلال توصلها للقاح لتحقيق مكاسب سياسية وأخرى اقتصادية.. فهل هذا الأمر ينطبق على اللقاح الصيني؟

الحكومة الصينية أعلنت في عدة مناسبات أن اللقاح الصيني سيقدم لجميع دول العالم دون شروط أو استثناءات، وأن الحكومة الصينية ستضمن وصوله لجميع دول العالم، وأنها ستدعم تأمينه للدول الفقيرة. ومن المتوقع أن تطلق شركة «سينوفارم» الصينية لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا الجديد، بحلول نهاية شهر ديسمبر المقبل بعد إتمام المرحلة الثالثة للتجارب السريرية، مقابل ألف يوان (144 دولاراً أمريكياً) للجرعة وقد تم افتتاح أكبر مصنع لتصنيع اللقاح في العالم في بكين، والسعر الذي أعلنت عنه شركة سينوفارم لا يعد غالياً مقارنة بأسعار اللقاحات الأخرى، وقد أوضحت عدة تقارير صينية أن اللقاح سيقدم مجاناً لبعض الفئات مثل الأطباء والعاملين في الخطوط الأمامية بالإضافة للطلاب والمعلمين والأكثر عرضة للإصابة، مثل كبار السن والأطفال.

من ناحية أخرى، فقد شددت الحكومة الصينية خلال السنوات الماضية على ضرورة مشاركة العالم وحدة المصير، كما أوضحت مراراً وجوب التشارك العالمي للخروج من أزمة كورونا، وهذه السياسة ستنطبق بكل تأكيد على لقاح كورونا.

يعول على اللقاح الصيني أن يكون أملاً للبشرية كافة للعيش بسلام، بعيداً عن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، والمضي قدماً نحو حياة أكثر استقراراً وأماناً، والعودة إلى الحياة الطبيعية التي يتمناها الجميع، وهذا ما سنصل إليه في مقبل الأيام.