الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بايدن.. ليس صديقاً للصين

الخلافات بين الصين وأمريكا لم تبدأ في عصر دونالد ترامب ولن تنتهي بزواله، لقد وجدت لتبقى، لأنها تتعلق بالتنافس على الثروة والنفوذ، وما تزال الولايات المتحدة القوة العظمى الأولى اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً.. ولكن، هل ستتغير سياستها نحو الصين لو فاز جو بايدن بالرئاسة؟ لا يُخفي الصينيون أمانيهم بأن يغادر ترامب سدة الرئاسة، فقد تعبوا من التعامل معه، لكنهم يدركون بأن رئاسة بايدن لن تغادر سياسات ترامب المناهضة للصين، لكن مفاوضاته معهم ستكون موضوعية، وليست سياسية متقلبة تهدف لإرضاء الناخبين.

يدرك الصناعيون الصينيون أن السياسة الأمريكية المتشددة نحوهم غير متعلقة برئيس أو حزب، بل خلاصتها الصراع على الثروة، فالصين تسعى للحلول محل الولايات المتحدة، ولكن بمساعدتها! وهذا ما لن يرتكبه أمريكي! التشدد الأمريكي سلاح ذو حدين، فالشركات الصينية التي حرمها ترامب من شراء الأجهزة والبرامج الذكية ورقائق الكمبيوتر المتطورة، لن تقف مكتوفة الأيدي، بل سوف توجد البدائل بمرور الزمن، لكن واشنطن ستخسر شريكاً تجارياً كبيراً.

الثنائية الاقتصادية الأمريكية - الصينية، راسخة وعمرها ثلاثة عقود، لكن ترامب سعى جاهداً إلى تفكيكها، وبقدر حاجة الصين لأمريكا، فإن الأخيرة بحاجة إلى السوق الصينية، وإن سياسة ترامب قامت على إضعاف العلاقة التجارية بين البلدين، عبر إلزام المصانع الأمريكية بتوريد حاجاتها بعيداً عن الصين، وإلزام الشركات الصينية العاملة في أمريكا بأن تكون مملوكة نصفياً لأمريكيين.. الذين هم اليوم قلقون من انتقال تكنولوجيتهم إلى الصين، ولا حل سوى الافتراق.


ثقة الصينيين بالأمريكيين اهتزت، وهم يفكرون بطرق مبتكرة لمواصلة النمو الاقتصادي، لكنهم ربما أوغلوا في تفاؤلهم بالتغلب على العملاق الأمريكي المتحكم بكل شيء، من صناعة الطائرت والسيارات والأسلحة إلى المواد الغذائية والتحكم بالنظام المالي العالمي.. فهل استعجل الصينيون التفوق؟ ربما.. هل غالى الأمريكون في التشدد؟ نعم، فإن أصبح بايدن رئيساً فإنه سيخفض الغلو، وإن بقي ترامب رئيساً، فسوف يبرمون اتفاقاً معه.


هدد ترامب بمنع الشركات الصينية من التداول في سوق الأسهم الأمريكية، إن لم تلتزم بالضوابط الحسابية الجديدة، لكنّ الصينيين لديهم حلول أخرى، شركاتهم زهدت بأسواق أمريكا واكتفت بسوق هونغ كونغ.

بايدن لن يطبق إجراءات ترامب بحذافيرها، لكن الشدة والشمولية ستبقيان حتى تقدم الصين تنازلات، وسوف تفعل، فلقد انتفعت من التحرر التجاري، لكن تشديد القيود أضر بها، وبايدن لن يرفعها لأن الانفتاح أضر بالاقتصاد الأمريكي.