الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وراء كل أزمة يد خارجية

بالتزامن مع الدعوات لعودة الحراك إلى الشارع الجزائري، أعاد مستخدمو شبكات التواصل الاجتماعي نشر مقال تحليلي للجنرال الفرنسي دومينيك دولاورد بعنوان: «الحراك بين العفوية والمؤامرة»، وكاتب المقال هو الرئيس السابق لـ«استعلامات الحرب الإلكترونية» في قيادة أركان بين الجيوش للتخطيط العملياتي، واشتغل كثيراً حول الملف الجزائري، وظل يتابعه بعد نهاية مهمته، ونشر المقال عام 2019 في أوج الحراك الشعبي، يجيب فيه على 3 أسئلة: لماذا، ماذا، وكيف؟

وفي تقديري، المقال يعبر عن معظم الأحداث في الوطن العربي بشكل أو بآخر منذ بداية الربيع العربي عام 2011 وما رافقه من تساؤلات: هل الأحداث مؤامرة أم عفوية نتيجة الوضع العربي العام؟

وفي إجابته عن سؤال لماذا؟ يقول الجنرال الفرنسي: «إن الأحداث وقعت في بيئة جيوسياسية تتجاوز بكثير الجزائر»، ولتوضيح الأمور يضيف: «إن العالم اليوم منقسم إلى قسمين متصارعين: الغرب بمفهومه التقليدي الناجم عن الحرب العالمية الثانية ومؤسساته المختلفة مثل الناتو، صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، المنظمة العالمية للتجارة والدولار وهيمنة الولايات المتحدة منذ 1990، ويضم هذا القطب حوالي 50 دولة بأقلية سكانية تقدر بنحو مليار نسمة، يتمتع بقوة اقتصادية تفوق 60% من الناتج الداخلي الخام العالمي، وبتفوق عسكري واضح، وتهيمن على هذا القطب 4 دول، هي: الناشطة سياسياً على الصعيد العالمي تحت شعار التحالف الدولي هي: أمريكا، بريطانيا، فرنسا وإسرائيل، وتتصرف على أنها هي الممثل الشرعي للمجتمع الدولي.

أما القسم الآخر، فقد تشكل تدريجياً تحت قيادة روسيا والصين، وبدأ يتحول إلى قوة حقيقية وبشكل سريع بدعم عدة مؤسسات تم إنشاؤها بداية القرن الـ21، مثل: مجموعة البريكس التي أسستها البرازيل وروسيا والصين وجنوب إفريقيا، وتعمل على وقف هيمنة القطب الأول بإيجاد عالم متعدد الأقطاب، ويضم هذا القطب أكثر من 100 دولة منها الهند وباكستان، ويحصي 4 مليارات نسمة، لكنه ما يزال ضعيفاً اقتصادياً، حيث يحصي فقط 40% من الناتج الداخلي العالمي الخام.

والجزائر التي تعد عضواً في مجموعة البريكس، حافظت على استقلاليتها الدولية، حسب الكاتب، وارتكبت في عهد الرئيس بوتفليقة 5 أخطاء كبيرة هي التي تشير بوضوح إلى أن ما يحدث في الجزائر، وربما يفسر ما يحدث في عدة دول عربية على وجود يد خارجية تحرك الأحداث.