السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

رحلة الأرشيف.. من واشنطن إلى بغداد

حين سقط النظام العراقي السابق باحتلال القوات الأمريكية لبغداد، كانت هناك أربعة أنواع من الأرشيف ذات الأهمية الكبيرة.

أولاً، الأرشيف الأمني ويضم وثائق ورقية وتسجيلات صوتية ومصورة لفعاليات أجهزة المخابرات العامة والأمن العام والاستخبارات العسكرية، وهذا الأرشيف جرى توزيعه على مقار عمل بديلة في بيوت سكنية ودوائر ثانوية، ثم جرى حرقه باجتهادات لا مركزية حين أصبح سقوط النظام أمراً واقعاً منذ يوم 6 أبريل 2003، لكن بقيت وثائق في المباني الرئيسية للمخابرات والأمن أيضاً.

ثانياً، أرشيف رئاسة الجمهورية، وهو خلاصة متقدمة بالمعلومات بسبب ارتباطه بقرارات متصلة بمعظم الملفات التي يحتويها، ومعظم ذلك الأرشيف مر من خلال عين الرئيس صدام حسين أو مكتبه الخاص، وهو أيضا أرشيف في معظمه ذو طبيعة أمنية، كون أن الأجهزة الأمنية مرتبطة بدائرة سكرتير الرئيس، وهذا الأرشيف بقي في مكاتب لم تدمر في رئاسة الجمهورية بالقصر، وكان بعضه في متناول عدد من المسؤولين الكبار لاحقاً.


الأرشيف الثالث، هو ما يخص وزارة الخارجية ووزارة النفط، وكان مقسماً وموزعاً بين عدد من الدوائر والوزارات واحترق بعضه وبقي ما يخص الاتفاقات النفطية والعلاقات الدولية سليماً، لا سيما في وزارة النفط التي منع الجيش الأمريكي اقتحامها وحرقها كما حدث مع الوزارات الأخرى.


أما الأرشيف الرابع، الذي تدور الضجة حوله اليوم فهو أرشيف حزب البعث، والذي كان محفوظا في مبنى القيادة القُطرية ببغداد، ويضم تفاصيل نشاط البعث منذ اليوم الأول لحكمه للعراق في 17 يوليو 1968، وجرى نقل هذا الأرشيف الضخم (48 طناً) إلى الولايات المتحدة باقتراح من الباحث الأمريكي من أصل عراقي كنعان مكية، واستقر في معهد هوفر في جامعة سانفورد في كاليفورنيا مدة 17 عاماً، وقد اطلع عليه عدد محدود من الباحثين الأمريكيين، وهو أرشيف معقد في التحليل، لا يمكن تفكيك معلوماته إلا من قبل مطلعين ومعايشين لفترة حكم البعث، ذلك أنه يضم 5 ملايين ورقة فضلا عن وثائق صوتية، لكن معظم الأرشيف هو مراسلات تنظيمية إدارية يخص فروع الحزب والموازنات والتعيينات، ولا يتوافر على معلومات استراتيجية، إلا بما يخص معلومات يقال أنها تدل على ارتباط عدد من السياسيين الحاليين بالعراق بشكل سري بذلك الحزب وكانوا متعاونين معه، ولا توجد معلومات عن سبب إعادة واشنطن هذا الأرشيف إلى بغداد!