الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

حقوقنا الفلسطينية.. وحق العرب علينا

على المستوى الفلسطيني أولاً، لنا حقنا في فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ولنا حقنا في حل قضية اللاجئين إنسانياً بما يضمن لهم حقهم في العودة، ولنا حقنا في سلطة تحفظ حقوق أبناء شعبنا بغض النظر عن موقفهم منها أو معها.. سلطة تبني البلاد وتُرضي العباد وتحارب الفساد، سلطة توفر فرص العمل للشباب، بل وتتيح لهم الوصول إلى مراكز القرار.. سلطة سيدة حرة في حشدها لطاقات شعبنا لأجل مواصلة النضال السلمي وصولاً إلى الأهداف الوطنية المنشودة.

كما لنا حق الاعتراض على التصريحات غير المسؤولة لمسؤولينا، ورفض مُخرجات لقاء الأمناء العامين التي لم نتفق عليها كفلسطينيين، فمنا من لا يمثل إلا نفسه، ومنا من لا يمثل فلسطين لارتهان قراره السياسي بعواصم إقليمية معروفة، ومنا من هو مسؤول عن ضياع 13 عاماً من وقت قضيتنا الثمين، منذ اتفاق مكة برعاية السعودية في العام 2007، استمراراً في ترسيخ الانقسام، والانقلاب على مؤسسات الشرعية الفلسطينية.. من هو مجرم، مرتكب للقتل والسحل وتكسير الأطراف ممن يستحق العقاب لا الثواب، ومنا من هو مستقوٍ بسلاح عبثي لا يخدم إلا صقور الطرفين ولمصالح يعرفونها جيداً، أقلها: تكديس الأموال، واستخدام فُتاتها للفتن وبناء دولة الظل، وإلا فالعودة إلى الانقسام.

أما على المستوى العربي، فلنا الحق في الاختلاف لا في الخلاف، ولنا حق التصرف والقرار بما نراه مناسباً في سبيل الوصول إلى السلام العادل والشامل، متسلحين بدعم عربي كبير لهذا الخيار، وسعي عربي لإدراج وقف الضم والاستيطان وإقامة الدولة المستقلة، ضمن مخرجات أي اتفاق عربي مع إسرائيل، بل ومتسلحين بمحبة ومشاعر أصيلة نبيلة عهدناها من كل أشقائنا في الخليج، هؤلاء الأشقاء الذين لم يبخلوا علينا يوماً بالعون، حتى قبل أن نطلبه في مناسبات عديدة.

لنا حق الاختلاف في الرؤية، حق الاختلاف والتمايز عن موقف دول الخليج العربي، تبعاً لخصوصية حالتنا الفلسطينية، ولكن ليس لنا حق إثارة الخلاف، واستثارة النعرات الشعبَّوية البغيضة، بهمز ولمز وتهديد ووعيد، وإحياء لشعارات مرحلة أكل الدهر عليها وشرب، فلا مقاومة سلمية إلا داخل حدود الضفة والقطاع، وكل فعل تحريضي خارجها ينطبق عليه القانون الدولي، بل ويعاقب عليه بأشد العقوبات، ناهيك عن الأثر السلبي الكبير على أكثر من مليون فلسطيني يستضيفهم الخليج بحب وترحاب، ويقدّم لهم كل مقومات العيش الكريم والأمان والاستقرار.

لكم الحق في أن تضغطوا دبلوماسيّاً لتنالوا ما تريدون، ولنا الحق في أن نخصّ وفدي الإمارات والبحرين بالسلام إليهما وعليهما.. فلهما منا الثقة المطلقة بحرصهما على حقوقنا ومطالبنا المشروعة، والتزامهما الأخوي بقضيتنا ودولتنا، ولهما علينا حق الاعتذار عما بدر من بعض السفهاء منا.