الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصين.. ومعركة الفضاء

نجحت الصين عام 2003 في إرسال إنسان إلى الفضاء، واليوم وبعد 17 عاماً نجحت في تجارب مركبة فضائية قابلة لإعادة الاستخدام ستغير من شكل المهمات الفضائية، وتفتح المجال لمهمات الذهاب والعودة بالإضافة لتقليل الكلفة، وأيضاً نجحت الصين في الوصول للجانب المظلم من القمر في بداية عام 2019 في سبق تاريخي للصين، وقبل فترة قصيرة أطلقت الصين بنجاح مهمة لاستكشاف المريخ في رحلة مهمتها النزول على الكوكب الأحمر، ودراسة هذا الكوكب لاستكشاف مظاهر الحياة على سطحه، وهذه الإنجازات تُعد إنجازات غير مسبوقة في علوم الفضاء.

منذ بداية المشوار الصيني في استكشاف الفضاء في بداية تسعينيات القرن الماضي، كانت الصين تتعاون مع المنظمات الدولية المختصة بهذا المجال، هذا قبل أن يوقع الكونغرس الأمريكي عام 2011 على قانون بعدم التعامل مع المشاريع الصينية الفضائية، ولكن هذا القانون لم يكن إلا محفزاً للصين من تطوير كوادرها ومؤسساتها المعنية بعلوم الفضاء، لتصل أبعد الكواكب، وتدرس أعقد الظواهر الكونية، وتصل للاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الفضاء، ليكون عاملاً مهماً في مسيرة الصين التنموية الشاملة.

إن القرار الأمريكي لتعطيل جهود الصين في علوم الفضاء لم يرد سلباً إلا على المؤسسات العلمية العالمية المتخصصة في هذا المجال، والتي لم تستفِد من الإمكانيات الصينية الكبيرة والمتطورة بهذا المجال، حيث إن الصين عملت بجد كبير لإنجاز محطتها الفضائية الخاصة، والتي من المتوقع الانتهاء منها بحلول عام 2022، وهي نتائج مسيرة طويلة من التطور في المجال الفضائي للصين، وهذا يؤكد أن السياسات الأمريكية المعطلة للمسيرة الصينية لن تجعل من الصين إلا متحدياً قوياً لاستكمال مسيرتها دون توقف مهما كانت الصعاب.

قبل أيام قليلة تم تشغيل نظام «بيدو» للملاحة العالمية، وهو نظام ملاحي صيني يحتل المرتبة الأولى عالمياً في عدد الأقمار وعدد براءات الاختراع وسرعة الشبكات ودقة التحديد، والهدف استثمار واستغلال التكنولوجيا في تسهيل حياة الناس من خلال استخدام تطبيقات ذكية تسير حياتنا بشكل أفضل وأسهل، خصوصاً ونحن على أعتاب تكنولوجيا ثورية تحاكيها تطبيقات الجيل الخامس والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة.

خلال السنوات القليلة الماضية، أصبح إطلاق الصواريخ باتجاه الفضاء من الأراضي الصينية حدثاً مألوفاً لكثرة المشاريع التي تطلقها الصين في عوالم الفضاء، ومجالاتها المختلفة، وهذا يحقق السبق العالمي لصالح الصين في كثرة المشاريع الفضائية وتنوعها وشموليتها، ويعطي التفوق للعلوم الصينية التي استطاعت أن تحقق كل هذه الإنجازات خلال وقت قياسي وتكسب المعركة في علوم الفضاء، وهذه التجربة العالمية ستكون مفيدة لجميع الدول الطامحة إلى أن تستكشف الفضاء، وتحقق إنجازاتها الخاصة.