الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أردوغان.. «خليفة» من ورق

اتسمت مواقف تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان الذي يفضل المعجبون به من أتباع التيارات الإسلامية العربية، إطلاق صفة «الخليفة» عليه، بالتناقض الفاضح والمريع بين التصريحات السياسية والأفعال، التي عادة ما تكون على خلاف الصورة التي يود أردوغان أن يظهر بها أمام جماهيره في تركيا وخارجها.

سلسلة التناقضات تلك التي حولت أردوغان إلى «خليفة» من ورق لم تتوقف طيلة السنوات الماضية، بدءاً من تصريحاته المتشنجة تجاه روسيا ومن ثم الاعتذار لها، مروراً بمواقفه من الأزمة السورية التي انتهت بتحويل الفصائل الموالية له إلى مرتزقة في ليبيا بدلاً من دعمهم في بلدهم، وصولاً إلى الأزمة الأخيرة التي نشبت مع اليونان وفرنسا على خلفية التنقيب في شرق المتوسط.

بالمقابل استطاع الموقف المصري الصارم تجاه عبث تركيا في الملف الليبي، أن يلهم دولاً أخرى في طريقة التعاطي مع اختبارات القوة التي تستخدمها السياسة الخارجية التركية.


حيث نجحت خطوط مصر الحمراء في وضع حد لرغبة أنقرة في التمدد إلى منابع النفط الليبية، وهي الطريقة ذاتها التي استلهمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي صرح بأنه وضع خطوطه الحمراء لتركيا، التي قال إنها «تحترم الأفعال وليس الأقوال».


نتيجة التعامل المصري والأوروبي كانت حاسمة بالفعل وأوقفت عجلة الجموح التركي للتوسع الذي لا يتناسب مع حجم أنقرة العسكري والاقتصادي، أما المحصلة النهائية، فقد كانت على خلاف تصريحات أردوغان تماماً، كما هي العادة، ففي أزمة شرق المتوسط قامت تركيا بسحب سفينة التنقيب «عروج ريس» التي أرسلتها برفقة أسطول حربي إلى المنطقة المتنازع عليها شرق البحر المتوسط، بعد أن ظل أردوغان يردد أنه لن يفعل ذلك مهما كلفه الأمر.

كما كانت النتيجة في الملف الليبي مشابهة كذلك، فبعثت أنقرة برسائل مغايرة لما دأبت عليه من تصريحات معادية للدولة المصرية، وجاءت هذه الرسائل على لسان ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي، أحد صقور النظام التركي، حيث قال في لقاء أعادت نشره وكالة الأنباء التركية: «الجيش المصري جيش عظيم، ونحن نحترمه كثيراً، لأنه جيش أشقائنا» كما طالب بأن «يكون هناك تواصل بين مصر وتركيا»، فالحكومتان والشعبان يجب أن يتقاربا» على حد قوله، وهي تحولات في موقف أنقرة تجاه مصر ليست غريبة، ولكنها تأكيد على أن الخطوط الحمراء هي اللغة الوحيدة التي يفهمها أردوغان.