الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الجزائر.. أخطاء خمسة وخطّ التسديد

قلت في مقال الأسبوع الماضي المنشور في منصة «الرؤية»ـ بتاريخ 9 سبتمبر الجاري ـ تحت عنوان: «وراء كل أزمة يد خارجية» إن الجنرال الفرنسي دومينيك دولاورد، يرى أن الجزائر في عهد بوتفليقة ارتكبت 5 أخطاء من وجهة نظر الغرب، وهي التي توضح أن تحرك الشارع الجزائري ليس عفوياً:

1 – إقامة علاقات ممتازة مع روسيا، حيث تقتني منها الأسلحة الأساسية، وعلى رأسها منظومة الصواريخ «إس 400».

2 – لها علاقات ممتازة مع إيران العدو اللدود لأمريكا وإسرائيل.

3 – رفض المشاركة في التحالف العربي في اليمن المدعوم من الغرب ضد الحوثيين في الأساس، ولكن ضد التوسع الإيراني بشكل بديهي.

4- المحافظة على علاقات ممتازة مع نظام بشار الأسد، والذي يمثل إضعافه أو القضاء عليه مصلحة إسرائيل.

5 – الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتي تشكل حسب الكاتب عقبة بالنسبة لإسرائيل في تنفيذ «صفقة القرن».

ويؤكد الجنرال الفرنسي أن الدول الغربية تحتفظ بسر صناعة الأحداث، مثل الثورات البرتقالية والربيع العربي، كما يرى أن تصريحات بيرنار هنري ليفي حول ضرورة التغيير في الجزائر، عبارة عن مؤشر واضح لصالح إسرائيل.

ومثل جميع عمليات «تغيير النظام» فإنه من أجل النجاح يتعين احترام عدة قواعد أساسية، وامتلاك وسائل تمويلية ضخمة، وتتمحور عموماً حول النقاط الأربع التالية:

1 – اختيار الوقت المناسب لإطلاق العملية، وقد يمثل الموعد الانتخابي وقتاً مناسباً جداً، وقد تمَّ اقتناص فرصة ترشح بوتفليقة لعهدة خامسة، وهو في وضع صحي غير لائق.

2 – شيطنة الجهة المستهدفة، وهي النظام أو رجاله، وهي قاعدة تم استخدامها بنجاح في أكثر من 200 حملة انتخابية بين سبتمبر 2013 ومارس 2018.

3 – استخدام وسائل الاتصال الحديثة مثل: فيسبوك وتويتر للتلاعب بالجماهير وتسخينهم وتنظيم تجمعات احتجاجية بشكل سريع، وهي تقنيات تم اختبارها بنجاح من طرف «كومبريدج أناليتيكا» خاصة في أمريكا الجنوبية.

4 – إرشاء أكبر عدد ممكن من السياسيين والمنظمات والشخصيات المهمة في أجهزة الدولة للتخلي عن مرشح النظام القائم، ودعم المترشح المراهن عليه، وقد تم اختبار هذه المنهجية أيضاً من طرف «كومبريج أناليتيكا» وتتطلب كثيراً من المال وهو متوفر.

ولمعرفة من المنتصر فيما يجري في الجزائر: هل مجموعة البريكس أو التحالف الغربي؟ يكفي فقط دراسة الإجراءات الأولى المتخذة من طرف النظام الجديد، مثل العلاقات مع المغرب ومع دول الخليج، ولا يعتقد الكاتب أنه سيكون هناك تطبيع سريع مع إسرائيل.

ربما نستطيع تفسير الدعوة لعودة الحراك في الجزائر من خلال هذه القراءة.