الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الإمارات.. وشرق أوسط جديد

يعْبُر السلام اليوم على جسر من ثقة متبادلة ورغبة حقيقية في إصلاح ما أفسده دهر من الصراعات والحروب، التي كنا نظن أنها لغايات سامية تضمن حق شعب مكلوم، لكن يبدو أن الشقاء بحسن الظن غلب الواقع الذي يقول، بأن المصلحة الشخصية فوق كل اعتبار.

فحين كانت السلطة الفلسطينية تنادي بالحقوق المُغتصَبة، استشعرت الدول العربية الحرقة وحجم الفاجعة، ولم تتوقف لا عن مؤازرة ولا عن دعم بالمال والأرواح، تخطّت خطوط الواجب والمفروض، إلى أن تداعت صور الوهم والشعارات المزدوجة، واحدةً تلو الأخرى، في فصول تاريخية تلقّن اللبيب درساً، أن يقرأ الواقع كما ينبغي أن يُقرأ، وباتت إعادة إحياء مفاهيم الإسلام السمحة مسؤولية كُبرى لا يمكن تجاوزها، فتصدّت لها دولة الإمارات في أكبر منعطف في تاريخنا المعاصر، عبر اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وهو منعطف فعلاً وليس بحدثٍ عابر، فمعه ستتغير الخرائط كلها، وستنقلب موازين القوى في المنطقة، وتتحرّر بعض العقول من الأيديولوجيات التي استعمرتها فترة طويلة، وستتقارب الثقافات المختلفة، وستبني الحوارات المفتوحة فهماً مشتركاً في مسارات متوازية، لا تتقاطع إلا ضمن حدود الوفاق والخير.


الثقة في الإمارات كوطن نجح في تأسيس تنمية داخلية مستدامة، غلبت كل أصوات الخوف والتشكيك، فصناعة التنمية تخصص إماراتي بامتياز.


لقد آن الأوان لتعم هذه التجربة أرجاءً ملغمة لم يقدر على تخطّيها على مرّ التاريخ ساسة أفذاذ، وآن الأوان أيضاً أن تستفيد دول المنطقة من التجربة الإماراتية لبناء شرق أوسط جديد، يستثمر قواه وطاقاته في العلم والارتقاء بموارده إلى آفاق جديدة، مع وطن لم يعرف المستحيل.