الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ترامب.. والملاذ الآمن

يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصعب مراحل حياته من الناحية السياسية، وقد بقيت أسابيع قليلة على الانتخابات الرئاسية، حيث هناك تحديات ضخمة تهدد استمرار بقائه في البيت الأبيض، وأول هذه التحديات فشل إدارته في معركة كورونا، وما تبعها من خسائر فادحة على كل المستويات إنسانياً واقتصادياً وعلمياً.

إن الملايين الذين ماتوا وأصيبوا يمثلون أسوأ مظاهر الفشل في تجربة الرئيس ترامب في الحكم، لأن الرجل لم يكن على مستوى التحديات، كما أن فواتير كورونا لم تسدد بعد، أمام خسائر الشركات، وطوابير البطالة، وتعويضات المصابين والضحايا، وحتى لو بقي ترامب في السلطة، فإن عليه دفع الثمن.

لقد لجأ ترامب إلى إسرائيل لعله يجد عندها الملاذ الآمن، منتهزاً حالة الضعف والتفكك التي تعيشها الدول العربية، واستطاع أن يفرض واقعاً جديداً، ويعول على زيادة رصيده في الانتخابات من خلال دعم الجالية اليهودية وأموال اليهود ودعم إسرائيل.


إن ترامب لم ينجح في كل ما واجهته أمريكا من القضايا والأزمات، كما فشل مع إيران، فلا هو حارب ولا هي استسلمت، ولم يصل إلي حل مع الصين أو روسيا، ووضع كل حساباته على العرب وإسرائيل، فكانت صفقة القدس والجولان ثم صفقة القرن ثم اتفاقيات السلام والتطبيع.


إن كل إنجازات الرئيس ترامب كانت على حساب العرب، ولمصلحة إسرائيل، وكانت قضية الشعب الفلسطيني أكبر ضحايا سنوات حكمه، وهو أكثر رئيس أمريكي خدم أطماع إسرائيل ومصالحها، وأضر الشعوب العربية. وهو الآن ينتظر قدره، ولا يوجد في سنوات حكمه سياسياً ما يؤهله للبقاء رئيساً لأكبر دولة في العالم.

لن ينسي الشعب الفلسطيني ما فعله ترامب به، فقد أطاح في سنوات حكمه بكل ما حصل عليه الفلسطينيون من وعود وأحلام بعد أن قدم لإسرائيل كل ما أرادت، أرضاً ونفوذاً وقوة.. وبالنسبة لأمتنا فإن أخطر ما ترك ترامب في سنوات حكمه خلال السنوات الماضية هو عالم عربي منقسم بين شعوبه، وأشباح الحروب الأهلية تمزق كل شيء فيه.

لقد ترك ترامب قضايا الشعب الأمريكي الذي يحكمه ومسؤول عنه، بينما اتجه إلى العالم العربي يدمر كل شيء فيه، مواصلاً الدور الأمريكي في مأساة العراق، ومشاركتها في دمار سوريا وليبيا واليمن، وجعلها من إسرائيل العصا السحرية في العالم العربي، وهي حين تعد اليوم بسحب قواتها من الدول العربية، فإنها تتيح الفرصة للوريث القادم.