الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مشهد الطاقة العالميّ مع مطلع 2030

من ملايين السنين والشمس أحد أهم مصادر الطاقة لكوكب الأرض، ولولاها لما وجدت الحياة عليها، فهي تؤمِّن للكائنات الحية والبيئة الطبيعية التوازنات الإيكولوجية الكبرى، والشروط الملائمة لنمو الكائنات الحيوانية والنباتية.

وقبل قرن اكتشف البشر الوقود الأحفوري واستغلوه لتسيير الحركة الصناعية والتكنولوجية الهائلة، التي غيرت شكل الحياة على الأرض، فالكهرباء التي تُعَدُّ عصب الحياة المعاصرة يتم إنتاجُها أساساً من الفحم والنفط ومصادر أخرى، والنفط يوفر الطاقة لمحركات السيارات والحافلات والماكينات الصناعية، ولكنّ استخدام الوقود الأحفوري تسبّب في انبعاثات كربونية خطيرة، وألحق بالبيئة أضراراً جسيمة تكاد تهلك الحرث والنسل عاجلاً أو آجلاً، وبالتالي أدرك المجتمع الدولي الضرورة الملحة لاعتماد مصادر بديلة للطاقة تكون مستدامة ومتجددة وصديقة للبيئة، ليتم اللجوء إلى الطاقة الشمسية لإحلالها محل الوقود الأحفوري، تلك الطاقة الربانية.

كان لي شرف المشاركة في القمة العالمية الأولى للتكنولوجيا الشمسية، التي أقيمت في 8 سبتمبر الجاري عبر المنصة الافتراضية من قبل التحالف الشمسي الدولي واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية، ومقره في نيودلهي، كما شارك فيها مندوبون من أنحاء العالم من وزراء الطاقة وصناع القرار والعلماء، وتباحثوا بشأن التكنولوجيات المبتكرة التي ستغير مشهد الطاقة الشمسية قريباً، كما ناقشوا سبل التعاون الدولي والإمكانات المتاحة للاستثمار فيها، أنجز فيها التحالف الشمسي الدولي 4 اتفاقيات مهمة من أجل التنويه بمجالات التركيز في الطاقة الشمسية.

بحسب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الهندي السيد أركيه سينغ، ستحقق الهند إنتاج 60% من الطاقة من المصادر النظيفة بحلول عام 2030، وستبلغ سعتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة 550 غيغاوات معظمها شمسية، ويرى روهيت مودي رئيس شركة «إس بي إنرجي» وخبير بشؤون الطاقة الشمسية أن «الشمس ستشكّل المصدر الأكبر للطاقة عالمياً بحلول 2030، ومن بين السعة الإجمالية العالمية للطاقة المقدّرة بعشرة آلاف غيغاوات بحلول 2030 ستحتل الطاقة المتجددة نصفها، فيما ستشكل الطاقة الشمسية الجزء الأكبر من سلة الطاقة المتجددة».

وتابع روهيت مودي: «إنه بحلول 2030 ستتحرك معظم السيارات على الخلايا الشمسية والبطاريات، وستتلاشى معظم محطات البنزين، وستصل الطاقة الشمسية إلى معظم البيوت» كما تنبأ بهبوط حادٍّ لسعر إنتاج الطاقة الشمسية عالمياً إلى نصف سنت، وفي الهند قد تهبط الكلفة إلى 30 بيسة للكيلووات.

المشهد الطاقوي العالمي مشمس ولامع، فهو يؤول للاعتماد على مصادر الطاقة الطبيعية، وبالتالي مفيد لكل من البيئة والاقتصاد.