الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الاقتصاد الصيني.. والتعافي من كورونا

شهد الاقتصاد الصيني تراجعاً، خلال النصف الأول من عام 2020، ثم عاود الارتفاع خلال الربع الثاني، ليحقق الناتج المحلي نمواً بنسبة 3.2% على أساس سنوي. ورغم أزمة كورونا على الاقتصاد العالمي، فإن الصين وحدها من تعافت من هذه الأزمة التي خفضت معدلات النمو لنحو سالب في معظم دول العالم، بما فيها الاقتصادات الكبرى كالاقتصاد الأمريكي والألماني والروسي والياباني، بالإضافة لبريطانيا وفرنسا.

وترجع أسباب تعافي الاقتصاد الصيني لعوامل كثيرة، ويمكن ربط تعافي الاقتصاد الصيني بالعوامل الإيجابية لمكافحة فيروس كورونا، ونجاح الصين في السيطرة على الوضع الوبائي بشكل سريع داخلياً، ووضع الخطط المناسبة للسيطرة على الفيروس والتعامل معه بأسس، وطرح عملية منهجية ناجعة.

بالإضافة للجهود الحكومية في المجال الوبائي والسيطرة على أعداد المصابين، فقد اتخذت الحكومة الصينية العديد من القرارات لدعم الشركات والمؤسسات المتأثرة من الوباء لتصل حزم المساعدات الحكومية لما يقارب تريليون ونصف التريليون يوان، بالإضافة لإصدار سندات حكومية لمكافحة الوباء بمقدار تريليون يوان، وأيضاً سياسات تخفيض الضرائب والرسوم التي ستوفر عند نهاية هذا العام ما يقارب 2 ونصف تريليون يوان. كل هذه الإجراءات مكَّنت الاقتصاد الصيني من العودة للانتعاش خلال وقت قياسي.

وفي ظل التأثير المزدوج السلبي لفيروس كورونا والعلاقات السياسية الدولية، بات الانتعاش الاقتصادي لأغلب دول العالم ضرباً من الخيال، إلا أنه وعكس المتوقع، فقد أظهرت الصادرات الصينية مرونة كبيرة في التعامل مع كل هذه الضغوط، وحققت انتعاشاً ملحوظاً سيجعل الاقتصاد الصيني الاقتصاد الرئيسي الوحيد، الذي سيحقق نمواً إيجابياً هذا العام.

وتعتبر تجارة الخدمات أحد أعمدة التجارة العالمية الجديدة، لذلك نجد أن الصين استثمرت جيداً لتطوير هذا القطاع الهام ودعمه، لتصبح بذلك لاعباً مهماً في تجارة الخدمات عالمياً، بالإضافة لسرعة نمو المنتجات الجديدة مثل: إنتاج روبوتات الخدمة والروبوتات الإنتاجية والساعات الذكية ومركبات الطاقة الجديدة. كل هذه المعطيات أسهمت في انتعاش الاقتصاد الصيني، وخروجه من أزمة كورونا، التي عصفت بالاقتصاد العالمي ودفعته نحو الهاوية.

الاقتصاد الصيني مرن ومتنوع ومتطور، ويعتمد على أحدث الوسائل الرقمية، التي سهَّلت المهمة لمواجهة تحديات فيروس كورونا، وسرَّعت فرص النمو الايجابي، وما دعّم عملية التعافي البنية التحتية المتطورة من سكك حديد الشحن وسلاسل التوريد المتطورة وطرق التجارة المدعومة من مبادرة «الحزام والطريق»، التي جعلت العالم يثق بالاقتصاد الصيني، وجعلت منه اقتصاداً قوياً قادراً على مواجهة التحديات المحتملة، وغير المحتملة.