الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

اليابان.. وتركة «شينزو آبي»

ارتبط الحكم السياسي في اليابان بـ«شينزو آبي» لثماني سنوات خلت، ومؤخراً أنهى أطول فترة حكم باستقالته من منصب رئيس الوزراء لأسباب صحية، وقرر الاختفاء من المشهد السياسي الدولي.

تميزت فترة حكمه بتحقيق بعض المكاسب كثالث أكبر اقتصاد في العالم، وبحميمية استثنائية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبناء جيش قوي أمام صعود الصين التي تتزايد قوتها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً على المستويين الإقليمي والدولي.

ففيما معظم القادة يضخّمون إنجازاتهم تحسّر آبي على ما لم يستطع إنجازه، وقال «أعتذر من قلبي للذين خسروا وظائفهم بسبب كورونا فيما سياساتنا لا تزال قيد التطبيق».

لقد ترك آبي وراءه مستقبلاً مبهماً لبلد مشتت بين العداء المتصاعد بين صديقته الولايات المتحدة، وشريكه التجاري الأكبر الصين، وبحسب ماترن شولز الخبير الاقتصادي: «لقد ترك آبي هوة كبيرة، دوليّاً، يصعب إتقان فن تحسين العلاقات مع الصين والولايات المتحدة في آن واحد وتحقيق التوازن بينهما».

بالرغم من شهرته الدولية لم يحظ آبي بشعبية كبيرة في بلده، خصوصاً في ظل كورونا، وبحسب النُّقاد فإنه رجل قومي منغلق.

وأفادت بعض استطلاعات الرأي بأن السبب وراء استمرار شعبيَّته هو عدم وجود مرشح آخر، وفي استطلاع أجرته صحيفة «آساهي شيمبون» في يوليو، وافق 24%من المستطلعة آراؤهم على أنه نجح في السيطرة على انتشار الفيروس، و66% قالوا إنه فشل، وحتى تاريخ استقالته بقي معدل الرضا عن أدائه 42%، فيما أكد الخبراء أن إدارته التي كانت قاعدتها السياسية قوية ومدعومة شعبياً فقدت زخمها مؤخراً.

ورغم الشعبية الواسعة لإدارته بفضل الاستقرار السياسي الذي وفره منذ 2012 وإنهاء سيطرة المعارضة على مجلس الشيوخ، وانتهاجه برنامجاً اقتصادياً توسعيّاً أدى إلى ارتفاع سوق الأسهم، وساعد في زيادة أرباح الشركات وخلق فرص العمل، لم يستطع منع الركود الاقتصادي في أواخر 2018، وزاد الطين بلة انتشار الوباء الذي أثر سلباً على الاقتصاد.

وبحسب النقاد أخفق في الاستفادة من قاعدة سلطته السياسية لمواجهة التحديات السياسية الصعبة بفاعلية، مثل نظام الضمان الاجتماعي المضطرب، وشيخوخة السكان مقابل تقلص معدلات المواليد.

واتَّهمه المعارضون بأنه عمل على إضعاف الديمقراطية في اليابان، بتهميشه لدور المعارضة واتخاذ مبادرات سياسية مثيرة للجدل، كتشريعات الأمن القومي الجديدة، وقانون حماية أسرار الدولة وغيرهما، لكن كلّ ما في الأمر أن اليابانيين لا يقنعون بما دون النجوم.