الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

العراق.. استباق الشرارة

هناك سباق واضح في العراق من أجل سد ثغرة مهمة قد تتسبب في تحويل أرضه إلى مسرح لمواجهة أمريكية ـ إيرانية في الفترة الحاسمة التي تسبق الانتخابات الأمريكية، بما يرفع شعبية الرئيس ترامب لترجح على خصمه بايدن.

مصادر ذات شأن في الوضع العراقي قالت: إن رسالتين بمعنى واحد حملهما رئيسا الوزراء والجمهورية إلى قيادات الفصائل والميليشيات المنضوية تحت الحشد الشعبي، وتلك التي خارجها، تفيد بأن معاودة قصف السفارة الأمريكية والبعثات الدبلوماسية أو المصالح الأمريكية عامّة في البلد، سيترتب عليه رد أمريكي من خلال وسائل مباشرة منها فرض عقوبات على أصحاب القرار من الميليشيات وتوجيه ضربات رادعة إلى مقار مصادر النيران، وهذا يعني أن هناك حرباً جديدة ستدور على أرض العراق وبين مدنه، لا سيما في بغداد والجنوب.

زعيم التيار الصدري، التقط الرسالة الأمريكية بسرعة وتبنّى دعوة الحكومة العراقية والبرلمان إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات الأمنية وقصف المصالح الأجنبية في محاولة منه لإظهار بُعده عن نهج المواجهة المسلحة مع الأمريكان، ولرمي الكرة في ملعب خصومه من ميليشيات شيعية عدة ليس لها معه خط ود قوي.


أي خطأ في الحسابات الداخلية في العراق سيقود إلى اختلال موازين القوى في حال نفذت القوات الأمريكية ضربات على مقار الميليشيات ذات الولاء المطلق لإيران، والتي تبسط هيمنتها على أجزاء مهمة من البلد فضلاً عن تغلغلها في الوزارات والإدارات والبرلمان.


وكان بيان الحشد الشعبي واضحاً في التبرؤ من منفذي الهجمات ضد المصالح الأمريكية، وهنا تضيق دائرة الاتهام حول الميليشيات التي لا تنضوي تحت مؤسسة الحشد التابعة بالمحصلة لقرارات رئيس الحكومة بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، كما أقالت قيادة الحشد آمري لواءين، الأول معاقب أمريكياً وبات وجوده محرجاً للحكومة، والثاني يتحمل بحسب المحتجين في العراق مسؤولية توجيه عناصره لقنص الشباب المنتفضين. هناك خطوات عملية للتهدئة ذات طابع استباقي من الجانب العراقي لمنع المواجهة الخطيرة والتي ستشل بغداد فيما لو وقعت، ذلك أن تشكيلات ما يسمى اللادولة ما تزال بفعل المساندة الإيرانية أقوى من إمكانات الدولة، وهذا خلل كبير يمكن أن يتّسع في ساعات ليأكل الأخضر واليابس.