الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بوتين.. دعوة مفتوحة للتعاون

خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسساً جديدة لتطوير العلاقات مع الغرب، وأكّد على أن الأمم المتحدة تتولَّى مهامها النبيلة المتعلقة بحفظ السلام في العالم.

صحيح أن خلافات كثيرة تقوم بيننا نحن الروس وبين القوى الغربية، إلا أن التحديات والمخاطر والمشكلات التي يشهدها العالم أصبحت من الضخامة بحيث بات من الضروري التحول من موقف المواجهة فيها إلى البحث عن التعاون، ويتطلب الأمر الآن حل جميع القضايا الخلافية عن طريق الحوار.

هذا بحدّ ذاته ما جعل القسم الأكبر من خطاب بوتين مخصصاً لعرض اقتراحات الشروع بالعمل المشترك في كافة المجالات، وتعهدت روسيا ببذل كل الجهود الممكنة لتشجيع التسويات السلمية لكافة الأزمات والصراعات الإقليمية، والعمل على ضمان الاستقرار الاستراتيجي العالمي.


وعلى الرغم من كل الخلافات وحالات سوء التفاهم وانعدام الثقة لدى بعض الشركاء في بعض الأحيان، فسوف تواصل روسيا دون انقطاع عرض المبادرات البنَّاءة التي تسهم في اتخاذ مواقف موحدة، وخاصة في مجال مراقبة وتحديد انتشار الأسلحة، وتطوير أنظمة عقد المعاهدات المعمول بها في هذا المجال، وينطبق هذا أيضاً على اتفاقيات حظر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والمواد السامّة.


ثمّة قضية تحظى بالأسبقية في اهتمامات روسيا يقتضي الأمر العمل على حلها بالسرعة الممكنة، وتتعلق بضرورة تمديد أجل المعاهدة الموقعة بينها وبين الولايات المتحدة بشأن تحديد انتشار الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، والذي ينتهي في شهر فبراير 2021، أي في وقت بات قريباً جداً، ولقد بادر الروس بالفعل لإجراء مفاوضات مع زملائهم الأمريكيين في هذا الشأن.

وحرص الرئيس بوتين خلال خطابه على تقديم عدة اقتراحات، من أهمها: تخليص التجارة العالمية تماماً من نظام فرض العقوبات من أجل تنشيط النمو والحدّ من البطالة، وتطوير تقنيات تحقيق الأمن الإلكتروني (السيبراني) ليس فقط في الأغراض العسكرية، بل وأيضاً لحماية حقوق المواطنين في الخصوصية عبر العالم أجمع.

واقترح أيضاً التعاون في مجالات الرياضة والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والصحة، ودعا لتنظيم مؤتمر دولي عبر الإنترنت لتبادل الخبرات المتعلقة بتخليق لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد، وإلى توسيع برامج نزع الأسلحة، والتوصل لاتفاقية تتعلق بحظر نشر الأسلحة في الفضاء، وتنظيم ندوة للدول الخمس الكبرى.

وأشار إلى ضرورة تعزيز دور منظمة الصحة العالمية، وأكد على أهمية الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى الأطباء الروس في تطوير أنظمة الكشف عن فيروس كورونا.